أعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، ليلة الأحد/الاثنين، انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش"، متعهدا بأن "يكون عام 2016، عام الخلاص من تنظيم داعش، ومن الإرهاب كما وعدناكم"، وفقاً لتعبيره. ودعا رئيس الوزراء، في كلمة متلفزة، أهالي الموصل إلى التعاون مع القوات المحررة، و"التعايش السلمي" مع كافة المكونات بعد التحرير، مؤكدا أن القوات العراقية من الجيش والشرطة، هي من تقود عملية استعادة الموصل وليس أية جهة أخرى. وجاء إعلان العبادي، في كلمة متلفزة بثتها قناة العراقية شبه الرسمية، وهو يرتدي البزة العسكرية برفقة عدد من القادة العسكريين، من داخل مقر العمليات المشتركة. وقال رئيس الوزراء في كلمته "لقد دقت ساعة التحرير، ونعلن اليوم بدء انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين". وقال مخاطباً سكان الموصل "هم (القوات العرقية) منكم وإليكم، وحريصون عليكم"، مشدداً أن "الجيش والشرطة فقط سيدخلان المدينة، وسنثأر لكم". وأضاف العبادي، أن "القوات العراقية بدأت بقصف مواقع داعش انطلاقاً من قاعدة القيّارة (60 كم جنوب الموصل)"، مشيراً أن "القوات العراقية تتحرك، وهناك مزيد من القوات ستصل (للانضمام للعملية)". وتابع "كانت هناك محاولات خلال الأيام الماضية لمنع انطلاق عملية تحرير الموصل، لكن تم إفشالها كما تم إفشال محاولة عرقلة تحرير مدينة الفلوجة"، ولم يذكر طبيعة تلك المحاولات أو الجهات التي تقف خلفها. وفي غضون ذلك، قُتل 15 مسلحاً من تنظيم "داعش" وأصيب 9 آخرون، يوم أمس الأحد، في قصف جوي للتحالف الدولي استهدف مقرا للتنظيم غربي مدينة الموصل، شمالي العراق، بحسب مصدر عسكري. وقال الضابط في قوات البيشمركة (جيش الإقليم الكردي)، فرمان الكورمانجي، إن "طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي قصفت بأكثر من ستة صواريخ حرارية معسكر تمارات في محور الكسك (غرب الموصل)، الذي يتخذه داعش مقرا رئيسيا له في المنطقة". وأضاف أن القصف أسفر عن مقتل 15 مسلحا وإصابة نحو تسعة آخرين بجروح مختلفة، فضلا عن تدمير معدات وآليات قتالية متنوعة، دون أن يوضح كيف تم إحصاء حصيلة القتلى والجرحى. وتابع الكورمانجي أن "ألسنة النار وأعمدة الدخان تصاعدت من مكان الحادث لساعات عدة، فيما واصلت طائرات التحالف تحليقها المكثف في سماء المنطقة؛ الأمر الذي دفع بعناصر التنظيم إلى الاختباء في الأنفاق أو بين الأماكن المأهولة بالسكان". على صعيد متصل، بدأ تنظيم "داعش" بحفر الخنادق وتفخيخ المنازل غربي من مدينة الموصل، مع اقتراب موعد عملية تحريرها. وقال سكان محليون، في أحاديث نقلتها وكالة الأناضول التركية، إن عناصر التنظيم قاموا بواسطة الجرافات بحفر عشرات الخنادق التي يتجاوز عمقها مترا ونصف المتر في أحياء "النجار" و"الرفاعي" و"17 تموز" و"الزنجيلي"، استعداداً لمواجهة القوات المسلحة التي تحشد على تخوم المدينة للبدء بتحريرها. وأضافوا أن "داعش" يواصل عزل أحياء المدينة بعضها عن البعض الآخر بواسطة الحواجز الإسمنتية، ويقوم بجعل منفذ واحد فقط لكل منطقة من أجل دخول العوائل أو خروجها. وتعد الموصل، الواقعة على بعد نحو 500 كيلو متر شمال بغداد، أكبر مدينة لا تزال في قبضة "داعش" بكل من العراق وسوريا. ومنذ مايو الماضي، تدفع الحكومة العراقية بحشود عسكرية قرب الموصل، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم الإرهابي.