وقعت كل من الشركة الإفريقية للاستثمارات والبنى التحتية، التابعة لمجموعة "دونيس" الإيفوارية، العاملة في مجال تشييد مشاريع البنى التحتية، وشركة "جاكوبس إنجنييرينغ" للهندسة المدنية بالمغرب، اتفاقية مشتركة تقوم بمقتضاها الشركة المغربية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بالإشراف المباشر على أشغال بناء محطة أبيدجان الطرقية الدولية، بغلاف استثماري يفوق 74 مليون دولار أمريكي. وقال عزيز الملاح، المدير العام لشركة "جيزا"، إن هذا المشروع سيساهم في تعزيز مشاريع البنى التحتية في كوت ديفوار، مشيرا إلى أنه سيشرع في تشييده من طرف الشركة المغربية في العام المقبل، ويمتد على مساحة 19 هكتارا في مدينة أبيدجان، وتصل قدرته الاستيعابية إلى 80 ألف مسافر يوميا. وأوضح الملاح، في لقاء صحافي عقده مساء اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن "ولوج شركة جيزا إلى السوق الإيفواري من خلال هذا المشروع يأتي في سياق تشهد فيه العلاقات المغربية الإيفوارية طفرة قوية، كما يأتي لمواكبة هذه الدولة في تطوير مشاريعها التطويرية، التي تقودها الحكومة المحلية". وقال المدير العام لشركة "جيزا" إن "كوت ديفوار تشهد طفرة اقتصادية قوية في السنوات الست الأخيرة، وهي الفترة التي شهدت تحقيق نسب نمو سنوية تفوق 8 في المائة"، مضيفا أن "هناك مجموعة من البرامج الحكومية التي تنفذ في الوقت الراهن لتعزيز مشاريع البنى التحتية في عدة مجالات، من ضمنها تطوير الشبكة الطرقية في هذا البلد". أدوم دونيس، رئيس مجموعة "دونيس" الإيفوارية، صاحبة المشروع، قال إن "مشروع بناء المحطة الطرقية الدولية في إبيدجان، الذي ستشرف عليه المجموعة المغربية "جيزا"، سيتم بتمويل مغربي إيفواري مشترك"، مؤكدا أن "70 في المائة من حجم التمويل ستؤمنه مؤسسة تمويل دولية، وكونسروتيوم يضم مصارف مغربية". وأوضح رجل الأعمال الإيفواري ذاته أن المجموعة الإيفوارية "وضعت اللمسات الأخيرة مع تجمع لبنوك مغربية من أجل تأمين جزء مهم من الغلاف الاستثماري لهذا المشروع الضخم"، معتبرا أن المجموعة المغربية "جيزا" ستشرف على حسن سير الأشغال. كواكو رومان، مدير قطب النقل البري بوزارة النقل الإيفوارية، أكد بدوره أن مشروع المحطة الطرقية الدولية "سيكون له تأثير متعدد الأبعاد على الاقتصاد الإيفواري، وعلى تشغيل اليد العاملة والكفاءات بدولة كوت ديفوار، إذ سيمكن من توفير 500 منصب شغل مباشر، و1500 منصب غير مباشر". وأضاف المسؤول الحكومي الإيفواري أن "المحطة ستستقبل ما يناهز 2000 حافلة، وهو ما سيساهم في خلق ديناميكية اقتصادية بالمنطقة، إلى جانب مجموعة من الانعكاسات الاقتصادية القوية الأخرى". يشار إلى أن المسؤولين المغاربة أكدوا أن إفريقيا تشكل اليوم امتدادا طبيعيا للمسار التنموي لشركة "JESA"، الفاعل الرئيسي في مجال الهندسة والاستشارة وتدبير المشاريع؛ وذلك بفضل قوة الشراكة الموقعة بين مجموعة OCP والشركة الأمريكية JACOBS ENGINEERING INC منذ سنة 2009، وارتكازها على الخبرة والمعرفة التي راكمتها هاتان المجموعتان الدوليتان. وأوضح المسؤولون ذاتهم أن "جيزا" تتموقع بصورة تدريجية بمنطقة غرب إفريقيا، حيث وقعت العديد من العقود والصفقات، خاصة في مجالي البناء والبنى التحتية، تطمح من خلالها إلى حمل تجربتها الكبيرة في مجال الهندسة المدنية، نحو كافة القطاعات الواعدة، والمساهمة في إنجاز المشاريع الكبرى؛ وذلك في احترام تام للمعايير الدولية، ومتطلبات وشروط السلامة المعتمدة في المجال. كما ستكون لتموقع JESA بمنطقة غرب إفريقيا تأثيرات إيجابية على المنظومة الصناعية المحلية، والتنمية المستدامة، وتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية، وستساهم بالأخص في خلق فرص للشغل ونقل الخبرات.