يصر أطفال الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق، على أن يعيشوا أجواء العيد، رغم ما تتعرض له المنطقة من حصار ومخاوف القصف من قبل قوات النظام. في يومه الثاني بسوريا، يواصل أطفال "الغوطة الشرقية" الاحتفال بعيد الفطر، وقد غابت أحلامهم بين صمت الحصار وضجيج الحرب. في مدن "كفربطنا" و"حرستا" و"حمورية" يخرج الأطفال إلى الساحات العامة ويقومون بشراء الحلوى والمشروبات، ومن بعدها التوجه مباشرة إلى أماكن الألعاب المنتشرة في الأحياء السكنية. والألعاب عبارة عن أراجيح محدودة بالنسبة لعدد الأطفال، لذلك فهم يتناوبون عليها، إضافة إلى عربات تجرها الأحصنة، يتجول على متنها الأطفال في شوارع المنطقة. وأفاد عامر الشامي الناشط الإعلامي في "كفربطنا"، أن "الأهالي يعملون بجهد خلال العيد لإسعاد أبنائهم وإخراجهم من مشاعر الخوف والحصار عبر شراء ملابس جديدة، ومرافقتهم إلى إلى أماكن الألعاب والمنتزهات". وأوضح الشامي أن من بين الأطفال من ولد وكبر في أجواء الحرب، لذلك يجد في العيد متنفسا ليعيش ما ضاع من طفولته، في الظروف الصعبة التي تحيط به. وأضاف أن "المنطقة محرومة من مدن الألعاب الكبيرة وماهو موجود لا يتعدى ألعابا بسيطة كالأراجيح يملكها أشخاص، يقومون بتشغليها بمقابل مادي". وطالب الشامي المنظمات الدولية، إيلاء أهمية للجانب الترفيهي للأطفال في سوريا، مشيراً إلى أن وجود مدن الألعاب سيخفف من تأثير ظروف الحرب والحصار على نفسية الطفل. وتضم الغوطة الشرقية عدداً من المدن والبلدات أبرزها "دوما" و"كفربطنا" و"عربين" ويقطنها نحو 700 ألف نسمة حالياً، وتتبع إدارياً لمحافظة "ريف دمشق"، ويخضع الجزء الأكبر منها والذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، للحصار، من قبل قوات النظام منذ نحو 3 أعوام، إلى جانب تعرضها لقصف متواصل من طائرات النظام أسفر عن مقتل آلاف المدنيين فيها. *وكالة أنباء الأناضول