أحيت المغنية ناتاشا أطلس، البلجيكية ذات الأصول المصرية، رابع سهرات مهرجان موازين إيقاعات العالم بفضاء المسرح الوطنيّ محمد الخامس. وأدت المغنية بعض أغانيها من ألبوم "أنا هنا"، الذي طرحته عام 2008، والذي يتضمن أغاني عربية كلاسيكية لعبد الحليم حافظ وفيروز والأخوان رحباني، معادة بطريقة حديثة ،ومصحوبة بإيقاعات غربية، كانت أولها أغنية "كتاب حياتي يا عين". وتعد سهرة اليوم هي الثانية من نوعها التي تحييها الفنانة البلجيكية بالمغرب، التي عبّرت، قبل انطلاق الحفل، عن سعادتها بالحضور في الرباط. ومزجت الفنانة في أغانيها بين إيقاعات من الثقافة الموسيقية اليهودية والبوب والجاز وأنواع أخرى تتخللها لمسة شرقية تبدو واضحة. وتنوعت لغات الأغاني التي أدتها ناتاشا بمسرح محمد الخامس ما بين العربية والفرنسية والعبرية والإنجليزية، وقدمت، بين الأغنية والأخرى، نبذة مقتضبة عن بعض مما تؤديه. ومما شنفت به ناتاشا أسماع جمهورها بمسرح محمد الخامس، أغنية تحمل عنوان "نفس الحكاية"، وهي أغنية كلماتها باللهجة المصرية على شكل حوار أشبه بالعتاب بين حبيبين دائمي الشجار. ناتاشا سبق أن صرحت، خلال ندوة صحافية قبل الحفل، أن هناك عددا من القواسم المشتركة بين الجاز والموسيقى العربية، خاصة على مستوى المقامات، مشيرة إلى أن لقاء جمعها مع شاب في العاصمة السويدية ستوكهولم، تحدث لها خلاله عن الثقافة العربية، دفعها إلى البحث أكثر في هذه الثقافة على غرار عدد من الفنانين الغربيين رغم صعوبة ذلك. وتمايل الحضور الذي ملأ مقاعد مسرح محمد الخامس وسط العاصمة الرباط طربا على أنغام البيانو الكلاسيكية المرفوقة بنوتات من الساكسوفون مع ألحان شرقية من الكمان، بالإضافة إلى إيقاعات أخرى للجاز، غلّفتها آهات ومواويل حنجرة نتاشا الندية. وصفق الجمهور بحرارة لتفريدات من أداء العازفين المرافقين للمغنية ذات الأصول المصرية، فيما سافرت ناتاشا بالحاضرين إلى عوالم من الجمال الفني والإبداع الموسيقي، واستمر ذلك على امتداد ساعة ونصف من الزمن.