مع صدور المذكرة المنظمة للحركة الانتقالية الوطنية لهيئة التدريس، بدأت شكوك و مخاوف نساء ورجال التعليم بالطفو على صفحات التواصل الاجتماعي، بل أصبحت الحركة الانتقالية الموضوع الأكثر تداولا بينهم، وكل راغب في الانتقال ينتظر بصبر نافذ صدور المذكرة المنظمة للحركة. ولو قمنا بتحليل بسيط لنتائج الحركات الانتقالية للسنوات الثلاث الماضية، سنتفهم مصدر قلق و تخوف أسرة التعليم من إمكانية عدم الاستفادة من الانتقال، ففي السنة الماضية 2015، شارك 50885 أستاذ(ة) في الحركة الانتقالية الوطنية، وتمت الاستجابة فقط ل 6684، أي بنسبة 13.14%، بمعنى آخر، لم تتم تلبية طلب 86.86%، وهي نسبة جد كبيرة! أما بالنسبة لسنة 2014، فقد عرفت مشاركة 53299 أستاذ(ة)، وتمت تلبية طلب 6744 أستاذ(ة) فقط! وهو ما يمثل نسبة 12.65%، وهو ما يعني أن 87.35% لم تتم الاستجابة لطلباتهم و هي أيضا نسبة جد كبيرة! فيما يخص سنة 2013، فقد شارك 50983 أستاذ(ة)، وتمت الاستجابة ل 6708، أي بنسبة 13.17%، و لم تتم تلبية طلب 86.83%، وهي أيضا نسبة جد كبيرة! ي بدو جليا الآن لماذا تكبر هواجس أسرة التعليم في كل موسم دراسي مع اقتراب صدور مذكرة الحركة الانتقالية الوطنية، فبعد تحليل نتائج السنوات الثلاث الماضية، يمكننا أن نستنتج أن النسبة التي تستفيد من الحركة الانتقالية الوطنية كل سنة هي تقريبا 13% و تبقى 87% من الراغبين في الاستفادة من حقهم في الانتقال و في الاستقرار الاجتماعي معلقة إلى أجل غير مسمى! ناهيك عن أكبر عائق يواجهه كل من أراد المشاركة في الحركة الانتقالية، ألا وهو الوصول إلى معلومة حول المناصب الشاغرة! وهي ثغرة كبيرة تشوب عملية تدبير الانتقالات في صفوف نساء و رجال التعليم، حيث لا يتم إصدار لائحة بالمناصب الشاغرة كملحق للمذكرة، حتى يتمكن الراغبون و الراغبات في الانتقال من دراسة إمكانية تلبية طلباتهم أو حتى العدول عن المشاركة في الحركة إن لم تكن المناصب الشاغرة هي التي يرغب بها المشارك(ة). السؤال الذي يجب طرحه هنا و بقوة: لماذا لا يتم إصدار لائحة المناصب الشاغرة كما يتم بالنسبة للحركة الإدارية أو حركة إسناد لهيئة الإدارة؟ يضيع هنا حق نساء ورجال التعليم في الوصول إلى المعلومة، وتكتفي المذكرة بذكر عبارة:" كل منصب يعتبر شاغرا او محتمل الشغور" فيصبح ملء الطلب و الاستجابة له كمن يلعب لعبة الحظ أو اليانصيب، يراهن على منصب لا يعلم إن كان متاحا أم لا، و تضيع فرص الانتقال كل سنة جراء هاته العبارة. تبقى الحركة الانتقالية هاجسا كبيرا يسكن أذهان أسرة التعليم لسنوات طويلة، مع عدم إصدار لائحة المناصب الشاغرة، يظل حلم الاستقرار الاجتماعي صعب المنال، و تحضر في ذهن كل مشارك عبارة واحدة باحتمال يصل أو يفوق 87%: " لم تتم تلبية طلبكم!"