مكناس مسقط الرأس ومنبع الذكريات...مكناس هاته هي التي عشقت أزقتها في المدينة القديمة..ومسجدها الكبير وحركيتها التجارية في سوقها المعروف بقبة السوق...وسهراتي فيها مع الأصدقاء في الحي بأمان وبدون إجرام...وتواعدنا على الاستيقاظ مبكرا في نهاية الأسبوع للعب الكرة في ملاعبها التي كانت واسعة وكثيرة ...من ملعب "السلاوية"...إلى ملاعب "ساحة للاعودة"..إلى ملاعب "الزويتينة"...إلى ملاعب "جنان بنحليمة"...إلى ملعب "الخطاطيف" والملعب البلدي وملعب صهريج السواني... مكناس هاته التي كانت تتوفر على مسبحين معروفين فقط، ومع ذلك أنتجت سباحين مهرة وفريق كرة الماء رائد وطنيا...وغطاسين أبطال...وهي التي كانت تتوفر على ملعبين وحيدين لكرة السلة مكشوفين ومع ذلك أعطت لنا فريقا متميزا لكرة السلة كان ينافس على البطولة ويحتل المراتب الأولى...وكذلك لكرة الطائرة مع فريق بطل أنتج الأبطال ولاعبين دوليين مرموقين رغم توفره آنذاك على ملعب صغير مكشوف موجود في نفس مكان المسبح الاولمبي...وكذلك الأمر لفريق كرة اليد البطل عدة مرات بالمغرب رغم توفره على ملعب متواضع مكشوف... مكناس أنتجت أيضا أبطالا في الجمباز خرجوا من قاعة صغيرة للتدريب موجودة في حي شعبي معروف ب"الدريبة"...وكذلك الشأن بالنسبة لفريق كرة القدم الذي كان يتوفر على ملعب وحيد بالتربة الصلبة ومع ذلك أعطى لاعبين دوليين وفريقا نافس على البطولة عدة مرات وفاز بكأس العرش...مكناس كانت مدينة رياضية بامتياز...وإلا فاسألوا قدماء كرة السلة وكرة الطائرة وكرة الماء وكرة القدم والجمباز وكرة اليد والغطس والسباحة...بل اسألوا قدامى مكناس كيف كانت تعج المدينة بدوريات الأحياء لكرة القدم بل حتى كرة الطائرة ... حتى حركة الرياضة في المؤسسات المدرسية كانت نشطة وتخرج منها رياضيون في أنواع عدة أبرزها كرة الطائرة واليد والقدم... مكناس كانت مدينة التنمية البشرية بإمكاناتها الضعيفة وبتعاضد لجمعيات ونوادي رياضية سهر عليها أشخاص كانوا يعرفون معنى التضحية ومعنى تنمية الإنسان الطفل والشاب وإنقاذهما من براثن الانحراف بشتى أنواعه...مكناس تبددت طاقاتها وملاعبها وحتى أحلام ساكنتها في أن تظل مدينة معطاء كما كانت...يتبع