تشكل قناة للصرف الصحي، يطلق عليها اسم "الفرّاغة"، وتربط بين عدد من الأحياء السكنية بمدينة الفقيه بن صالح، هاجسا بيئيا وصحيا كبيرا لدى فئة واسعة من سكّان المنطقة، في الوقت الذي يعيش سكان حي الفتح، القريب من المصب النهائي للقناة، وضعا خاصا مع الروائح الكريهة والحشرات، ما دفع سكان المدينة برمّتها إلى الاقتصار في تسمية الحي على تداول لقب "دوّار شنيولة"، رغم تواجده في المجال الحضري لبلدية الفقيه بن صالح. عبد الله خياري، بصفته فاعلا جمعويا، أشار، في تصريح لهسبريس، إلى أن أغلب المدن المغربية تتحدث عن الأحزمة الخضراء البيئية المحيطة بها، في الوقت الذي لازال سكّان مدينة الفقيه بن صالح يناقشون موضوع "الحزام غير البيئي" الذي يربط بين عدد من الأحياء السكنية، في إشارة إلى "الفرّاغة" التي دفعت مجموعة من قاطني "دوار شنيولة" إلى إعلان رغبتهم في بيع منازلهم ومغادرة الحي. وأكّد خياري، المتتبع للشأن المحلي بمدينة الفقيه بن صالح، أن القناة تعود إلى فترة الاستعمار، إذ أُنشِئت من أجل حماية المدينة من الفيضانات المحتملة، من خلال تصريف مياه الأمطار الغزيرة، قبل أن تتحول، مع مرور السنوات، إلى قناة للتخلص من المياه العادمة القادمة من مختلف الأحياء السكنية، مع ما يرافق ذلك من أزبال ونفايات وجثث الحيوانات النافقة، ومخلفات المعامل والمصانع المجاورة. المتحدث ذاته أوضح أن غياب شبكة للصرف الصحي تسبب في انقسام الحي السكني الفتح إلى شطرين بفعل "الفرّاغة"، خاصة في فصل الشتاء، حين تغمر محتويات القناة مجموعة من المنازل، وتقطع الطريق على بعض ساكنة الحي، مضيفا أن الروائح الكريهة وانتشار البعوض والذباب على طول "الواد الحار" يتسببان في ظهور بعض الأمراض، خاصة في صفوف قاطني "دوار شنيولة"، والأحياء المجاورة. عن مسؤولية بلدية الفقيه بن صالح التي يترأس محمد مبديع مجلسَها الجماعي، أوضح خياري أن حي الفتح كان ضمن المجال القروي، وصار تابعا للمجال الحضري للمدينة قبل حوالي 8 سنوات، إلا أنه لم يسبق لأي مسؤول أن اهتمّ بمشكل "الفراغة"، رغم الزيارات التي نظّمها بعض البرلمانيين إلى المنطقة من جهة، والاحتجاجات التي نظمها المتضررون من جهة ثانية، للمطالبة بحل مشكل القناة التي تهمّ ساكنة المدينة بأكملها. أما عن الوعود التي قُدّمت في إطار مشاريع إصلاح وتهيئة "دوار شنيولة"، فأوضح عبد الله خياري أن سكان حي الفتح ينتظرون إنجاز مشروع حكومي، وُقعت في إطاره شراكة بين مختلف الجهات المسؤولة عن الشأن المحلي والإقليمي والبيئي، وخُصّص له اعتماد مالي يقدر بثلاثة ملايير سنتيم، من أجل إعادة تأهيل الحي خلال السنة المقبلة، مؤكّدا أن الأشغال لم تنطلق إلى حدّ الساعة. أما الحلواني ناجي، أحد سكان حي الفتح بالفقيه بن صالح، فأكّد أن مياه الصرف الصحي القادمة من مختلف الأحياء السكنية تصل إلى "دوار شنيولة"، الذي يضمّ 20 ألف نسمة تقريبا، يعيشون قرب القناة التي يتخذها الأطفال فضاء للعب، ولقضاء أوقات الفراغ، نتيجة غياب دور الشباب وملاعب القرب وسط الحي السكني الذي لا يتوفر سوى على مسجد وحيد وصغير. وأكّد المتحدث ذاته أن محمد مبديع، رئيس المجلس البلدي للفقيه بن صالح، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب وزير منتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، قدّم للمتضررين وعودا منذ سنة 1997 من أجل إصلاح "الفراغة"، لتتبخر كل تلك الأحلام، وتبقى الأمور على ما هي عليه من تهميش إلى حدود اللحظة، رغم الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الساكنة أمام عمال الإقليم ومقر البلدية.