اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة في البلدان الاوروبية من جديد بقضايا الهجرة ، وبموقف الرئيس الأميركي باراك أوباما من قضية انسحاب أو بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي . ففي فرنسا ، تطرقت صحيفة (لوموند) الى ملف اللاجئين، معتبرة انه سيتعين على أروبا العيش طويلا مع هجرة مكثفة قادمة من الجنوب ومع المآسي المصاحبة لها. واكدت الصحيفة انه من باب عدم المسؤولية تصور حل هذه القضية عن طريق انصاف الحلول، منذ الاتفاق الرديء الموقع متم مارس الماضي بين الاتحاد الاروبي وتركيا. من جهتها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالتحديات الامنية التي يمثلها تنظيم بطولة اروبا للامم لكرة القدم بفرنسا من 10 يونيو الى 10 يوليوز القادم، مشيرة الى ان مقاربة هذا الموعد الهام من قبل وزارة الداخلية سيجعلها تضاعف من تعزيز جهازها الامني. واضافت الصحيفة ان قوى الامن منهكة جراء التعبئة الدائمة منذ اعتداءات يناير 2015 وان اللجوء الى شركات الامن الخاص يظل ضروريا خاصة من اجل تأطير الجمهور. من جانبها خصصت صحيفة (ليبراسيون) عددا من صفحاتها لمغني البوب برانس الذي توفي الخميس ، والذي ميز منذ الثمانينات تاريخ موسيقى البوب. وفي اسبانيا ، ركزت الصحف على موضوع طلب قاضيين اتهام الرئيسة السابقة لمنطقة بلنسية (شرق اسبانيا) وعضوة الحزب الشعبي ، ريتا باربيرا، بتهمة الفساد المالي. و ذكرت صحيفة "البايس" أن القاضيين طلبا من النيابة العامة للمحكمة العليا رفع دعوى قضائية ضد باربيرا لتورطها في قضية فساد مالي ( ما يسمى بقضية تولا)، ولعدم تطبيقها لقانون الذاكرة التاريخية برفضها إزالة رموز نظام فرانسيسكو فرانكو من الساحات العمومية ببلنسية. في نفس الموضوع ، ذكرت صحيفة "الموندو" ان باربيرا متهمة بغسل الأموال من خلال مؤسسات بلدية بلنسية ، مضيفة أن 47 نائبا إقليميا آخرين متورطون أيضا في هذه القضية التي هزت هياكل الحزب الشعبي في يناير الماضي. أما صحيفة "لا راثون" ، فأشارت إلى أن القاضي برر رفضه إلغاء التهمة الموجهة الى باربيرا بسبب تضارب تصريحاتها بخصوص قضية احتمال تورطها في القضية ، مضيفة انها لا يمكن أن تستفيد من أي معاملة خاصة رغم توفرها على الحصانة البرلمانية. في السياق ذاته ، أكدت صحيفة "ا بي سي"، أن نص الاتهام الذي قدمه القاضي يعتبر أن باربيرا هي المسئولة الرئيسية عن هذه الشبكة ، رغم أنها تنفي أية علاقة بهذه القضية . وفي بريطانيا ، اهتمت الصحف بموقف الرئيس الأميركي باراك أوباما من قضية انسحاب أوبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي ، وبقرار لندن استضافة ما يصل إلى 3000 طفل معرضين للخطر من منطقة الشرق الأوسط. و في هذا السياق ، نشرت صحيفة "الديلي تلغراف" مقالا موقعا من طرف أوباما يدافع فيه على بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي ، حيث كتب " أقول بكل صدق كصديق، أن نتائج قراركم تهم مصلحة الولاياتالمتحدة بكيفية عميقة "، معتبرا أن " الاتحاد الأوروبي لا يقلل من النفوذ البريطاني، بل يضاعفه " أما صحيفة "الاندبندنت، فتطرقت إلى قرار الحكومة البريطانية باستضافة في أفق سنة 2020 نحو 3000 طفل معرضين للخطر من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأسرهم إذا لزم الأمر . وفي البرتغال ، واصلت الصحف اهتمامها ببرنامج الاستقرار الذي اعتمدته الحكومة البرتغالية أمس الخميس. في هذا السياق تساءلت صحيفة " بوبليكو" كيف يمكن للحكومة في ضع اقتصادي دولي متأزم تخفيض العجز العام خلال السنوات الأربع القادمة. جواب الحكومة ، تضيف الصحيفة ، يكمن في برنامج الاستقرار الذي سلم للبرلمان ، وهو مجموعة من التدابير الرامية الى خفض عدد الموظفين، مع سيناريو يتوقع زيادة في التضخم والحفاظ على معدل الفائدة في حده الادنى على مدى السنوات الأربع المقبلة . أما صحيفة "جورنال دي نوتيسياس" فأشارت الى أنه في حالات الضرورة القصوى، فإن الحكومة تتوفر على ميزانية إضافية ( زيادة على مخصصات الميزانية التقليدية) للإنفاق على السلع والخدمات بقيمة 354 مليون أورو، أي نحو 0.19 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وذكرت الصحيفة أنه فضلا عن ذلك ، فإن الحكومة تفكر في زيادات محتملة في بعض الضرائب، مشيرة الى ان الزيادة لن تؤثر على الضرائب الرئيسية مثل ضريبة الدخل و الضريبة على القيمة المضافة . في استونيا، كتبت صحيفة (ييستي بوفاليهت) أن مجلس حلف شمال الاطلسي-روسيا انعقد للمرة الأولى منذ سنتين دون التوصل إلى حل وسط بشأن القضايا الخلافية بين الجانبين . وقالت الصحيفة إن موسكو تعتبر تعزيز قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية تهديدا مباشرا لها، في حين يؤكد حلف شمال الأطلسي أن الأمر يتعلق برد على التدخل الروسي في أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن تجربة الحرب الباردة أظهرت أن وجود حلفاء له تأثير جيد نوعا ما في مجال العلاقات الدولية . واعتبرت أنه "يمكن استيعاب الإجراءات، والإجراءات المضادة، من قبل الآخر، ولهذا لم تصبح الحرب الباردة حربا ساخنة"، مشيرة إلى أنه من الأفضل الاستعداد للأسوأ بدلا من توقع أن الأمور ستجري على ما يرام. ووفقا للصحيفة، فإنه إذا أراد حلف شمال الأطلسي أن لا يفقد مصداقيته فليست عليه أن يجاري روسيا في لعبتها ويطلب من الكرملين بصراحة إنهاء وجوده في أوكرانيا. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (في غي) إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به تركيا في محاربة الإرهاب في المنطقة وقضايا أخرى تهم حلف شمال الأطلسي. وذكرت باللقاء الذي عقده أمس الخميس الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، والذي تمحور حول ما يمكن أن تقدمه تركيا في مجال محاربة الإرهاب باعتبارها عضوا رئيسيا في الحلف. ونقلت عن الأمين العام للحلف قوله أن تركيا عضو هام في الحلف لهذا زارها للمرة الرابعة في إطار اللقاءات السياسية، مبرزا أن هذه المباحثات تطرقت أيضا للعلاقات مع روسيا والحرب ضد الإرهاب خاصة أن تركيا قريبة جغرافيا من سورية والعراق وهي بلد عبور للاجئين إلى القارة الأوروبية. كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك حاجة ملحة للتعاون بين أوروبا وتركيا، خاصة أن تركيا تقف في وسط العديد من التحديات التي يواجهها الحلف، مبرزة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول المهاجرين يهدف إلى وضع حد للهجرة غير الشرعية وتهريب البشر. على صعيد آخر، قالت صحيفة (يولاندس بوستن) الدنماركية إنه من المرجح أن يصبح دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة في الولاياتالمتحدة وذلك بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية في نيويورك، معتبرة أن هذا الإنجاز يدل على أن قطب العقار الأمريكي في طريقه للفوز. وقالت الصحيفة إن دونالد ترامب تمكن من إقناع العديد من الجمهوريين من الطبقة الوسطى، الذين لم يتحسن مستواهم المعيشي منذ سنوات عديدة حيث يشعرون بتخلي السياسيين الأمريكيين عنهم. ويرى كاتب المقال أن الجمهوريين كانوا مساهمين في الإعفاءات الضريبية التي وضعها حزبهم لفائدة الأغنياء، في حين كانت الطبقة المتوسطة هي الخاسرة من ذلك الإجراء. واعتبرت أنه على الرغم من أن دونالد ترامب مارس التهريج في كثير من الأحيان خلال المرحلة الأولى من الانتخابات التمهيدية، فإنه عرف كيف يغير أسلوبه. وخلصت الصحيفة إلى أنه "نظرا لتقدمه وشعبيته المتزايدة، فهناك أسباب وجيهة تفيد بأن دونالد ترامب هو أفضل مرشح جمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة".