"من فضلكم.. أغلقوا هواتفكم المحمولة، أو حوّلوها إلى وضع الطيران".. عبارة اعتدنا سماعها لدى صعودنا على متن الطائرات خلال السنوات الماضية، مما دفع البعض للتساؤل وإطلاق التكهنات حول السبب وراء هذا الطلب، حتى أنه شاع اعتقاد بأن عدم إغلاق الهواتف المحمولة من الممكن أن يُحدث خللًا في نظام الطائرة يؤدي بها إلى كارثة جوية. الخبراء يؤكدون عدم صحة هذا الاعتقاد، موضحين حقيقة الأمر، وهي أن استخدام الهواتف يُزعج الطيارين بصوت غير محبب يشوش على سماعاتهم وهو أشبه ب"الطنين المزعج". وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن معظم الرحلات الجوية التجارية لا تسمح للركاب باستخدام هواتفهم المحمولة لإجراء مكالمات أو إرسال رسائل نصية أثناء الرحلة، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة وراحة الجميع على متن الطائرة. ويبدو أن حظر استخدام الهواتف جاء في الأصل بدافع درء المخاوف من تأثير الترددات اللاسلكية المنبعثة من الهواتف المملوكة للركاب أو طاقم الطائرة، مما قد يسبب عطلًا في الأنظمة الإلكترونية بالطائرة، ويعيق الاتصالات المهمة في قمرة القيادة، لكن الصحيفة أوضحت أن هذه المشكلة ليست واردة مع الهواتف الحديثة، لكن في معظم الرحلات لا يزال الحظر ساريًا. ويُسمح للركاب باستخدام أجهزتهم الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، خلال الرحلة بأكملها، طالما أن الأجهزة تحولت إلى "وضع الطيران"، ومع ذلك قد تختلف القواعد من شركة طيران إلى أخرى، وفقا لبوابة العين الاخبارية. وفي هذا الإطار، أوضحت شركة "مايكروسوفت" الدولية المتخصصة في تقنيات الحاسوب، أن وضع الطيران هو "إعداد يوفر طريقة سريعة لإيقاف تشغيل جميع الاتصالات اللاسلكية"، وأشارت إلى أن استخدام هذا الوضع يكون مفيدًا خاصةً عندما تكون مسافرًا على متن طائرة، ونوهت إلى أن الاتصال اللاسلكي يتضمن اتصالات واي فاي وشبكات الهاتف المستخدمة للوصول إلى الإنترنت وبلوتوث، وجي بي إس، وجي إن إس إس، وجميع أنواع الاتصالات اللاسلكية الأخرى. وأوضحت هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة أن بعض شركات الطيران الدولية جهزت بعض طائراتها بأنظمة تسمح بإجراء المكالمات الصوتية وإرسال النصوص على متن الطائرة. وكانت لجنة الاتصالات الاتحادية بالولايات المتحدة حظرت إجراء المكالمات جوًا منذ عام 1991، بسبب مخاوف من تسببها في تعطيل أبراج المراقبة على الأرض، ولاحقًا، أعادت اللجنة النظر في قرار الحظر، إلا أن المشرعين دفعوا باتجاه استمرار الحظر لراحة الركاب فقط. وأكدت "ديلي ميل" أنه ما من أدلة واقعية حتى الآن على أن الأجهزة الإلكترونية المملوكة للركاب قد سببت في أي وقت مضى خللاً أدى إلى حدوث كوارث للطائرات، ونقلت عن خبراء قولهم إن "التكنولوجيا الحديثة آمنة وموثوق بها".