أدرك المغرب أهمية تنويع شركائه الدوليين، وعدم الاقتصار على حلفائه التقليديين مثل فرنسا واسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية، باعتبار أن تنويع علاقاته الخارجية يخلق توازناً مع دول مختلفة، ومن ذلك توجه المملكة إلى روسيا لإرساء علاقات دبلوماسية متميزة. وبحث العاهل المغربي والرئيس فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، التطورات السياسية في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها ملف الصحراء، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الروسي عقب الاجتماع، بالقول إنه يأخذ بعين الاعتبار مجهودات المملكة في تنمية الصحراء. وقال مصطفى منار، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بالرباط، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء للاناضول، إن المغرب ملزم بربط علاقات إستراتيجية مع روسيا، بالنظر إلى المتغيرات الإقليمية الدولية الأخيرة، والمرتبطة أساساً بمواقف صادرة عن بعض مؤسسات الاتحاد الأوربي بخصوص الصحراء، ووقف بلاده للاتصالات مع الاتحاد".. وأضاف منار أن "روسيا لها علاقات قوية مع الجزائر، والمغرب يريد أن يبقى موقف روسيا محايداً بخصوص قضية الصحراء، أو أن يربح موقفاً لصالحه، وألا ينحاز إلى موقف الجزائر الداعم للبوليساريو، وهو ما يبين أن المصلحة الاقتصادية وقضية الصحراء هي التي تملي التوجه المغربي إلى روسيا". وشدد المحلل ذاته على أن "المغرب مطالب بالبحث عن شركاء استراتيجيين جدد، لأنه أعطى الشيء الكثير للاتحاد الأوروبي أمنياً واقتصادياً، إلا أن التطورات الأخيرة جاءت مغايرة لمصالح الرباط، خصوصاً في ظل القرار الصادر عن المحكمة العدل الأوروبية، الذي يوقف استيراد المنتجات الفلاحية من الصحراء. وأوضح مصطفى منار أن المملكة "وجدت نفسها مضطرة إلى البحث عن آفاق خارجية وشركاء تجاريين جدد، خصوصاً أن علاقته التجارية والاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي تمثل 60 في المائة من إجمالي مبادلاته التجارية مع دول الخارج" وفق تعبيره. وقال خالد الشكراوي، الخبير في العلاقات الدولية، إن "زيارة الملك محمد السادس لروسيا كانت مبرمجة منذ مدة، وذلك قبل موقفي الاتحاد الأوربي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيال الصحراء، وتم تأجيل الزيارة التي كانت مبرمجة السنة الماضية، بسبب كثافة جدول أعمال العاهل المغربي". وأبرز أن "من حق بلاده الدفاع عن قضية الصحراء، لأنها قضيتها الوطنية الأولى، رغم أن الجزائر لن تقف مكتوفة الأيدي وتحاول عرقلة خطوات بلاده"، مردفا أن بلاده تبحث عن تحقيق نوع من التوازن في علاقة بلاده الخارجية، وتوجهها إلى روسيا طبيعي بالنظر إلى وجود معاهدة تعاون استراتيجي بين الجانبين منذ 2002.