استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء في القاعة الكبرى لقصر الكرملين الحكومي، في اجتماع بروتوكولي تليه مباحثات موسعة بين الجانبين، ويتوج في وقت لاحق اليوم بتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين الرباطوموسكو. وكان بوتين ينتظر العاهل المغربي واقفا وسط القاعة الرئيسية لقصر الكرملين، والمخصصة لاستقبال كبار ضيوف روسيا الاتحادية، قبل أن يلج الملك محمد السادس القاعة، ويحي الرئيس الروسي، ويقفا لالتقاط صور تذكارية، وبعدها جلسا لتبادل الآراء والحديث. ورافق الملك محمد السادس في اجتماعه بالرئيس الروسي، صباح اليوم، مستشاره المتخصص في الشؤون الخارجية، الطيب الفاسي الفهري، وأيضا مستشاره وصديقه الخاص، فؤاد عالي الهمة، حيث بدا زعيما البلدين وهما يتبادلان الآراء بواسطة مترجمة بالكرملين. ووفق مصادر إعلامية روسية، فإن قائدي البلدين سوف يشرفان على توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة بين الرباطوموسكو، والتي تهم خاصة مجالات الطاقة والسياحة، ومكافحة الإرهاب، والتنسيق الأمني، فضلا عن توسيع التعاون التجاري والاقتصادي، وقضايا شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وبحسب قناة روسيا اليوم، فقد وصف بوتين العلاقات بين الدولتين بأنها ممتازة، لكنه أعرب عن استغرابه لتراجع التبادل التجاري بين روسيا والمغرب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك تراجع الصادرات المغربية التقليدية إلى روسيا، ومنها البرتقال والطماطم وأنواع أخرى من الخضروات والفواكه". وأعاد الرئيس بوتين إلى الأذهان أن زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو تأتي في الذكرى ال40 لأول زيارة قام بها والده الملك الحسن الثاني إلى الاتحاد السوفيتي، إذ تم خلال تلك الزيارة وضع قاعدة للعلاقات الروسية-المغربية التي تتطور بنجاح منذ ذلك الحين. وذكر المكتب الإعلامي للكرملين أنه بعد محادثات القمة الروسية المغربية بموسكو، سيوقع الطرفان حزمة من الوثائق المهمة، وأوضح الكرملين أن سبل توسيق التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، بما في ذلك في مجال الطاقة والزراعة، ستتصدر جدول أعمال المحادثات. وأفاد المصدر الروسي الرسمي أيضا أن الزعيمين الروسي والمغربي سيصدران في ختام محادثاتهما بيانا حول التصدي للإرهاب الدولي، بالإضافة إلى بيان حول الشراكة الإستراتيجية المتينة بين البلدين. ويرتقب أن يعقد وزيرا خارجية المغرب وموسكو، صلاح الدين مزوار، وسيرجي لافروف، مؤتمرا صحفيا مشتركا، يتحدثان فيه عن أبرز ما تم التطرق إليه في مباحثات زعيمي البلدين، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن الملك سيلتقي بشخصيات حكومية روسية، على رأسها رئيس الوزراء الروسي.