يُعد مسجد "نِغارا"، الواقع في العاصمة الماليزية كوالا لمبور، من أكبر مساجد جنوب شرق آسيا، ويُطلق عليه اسم المسجد الوطني؛ وقد بني سنة 1965، وتم تجديده عام 1987؛ ويَجمع بين الخط والزخرفة والفن الإسلامي، بأسلوب ماليزي معاصر. ويُعتبر هذا المسجد من المناطق السياحية الأكثر شهرة في ماليزيا، وأيضا من أكثر مساجد ماليزيا اتساعا، إذ تصل طاقته الاستيعابية إلى 15 ألف شخص، وتبلغ مساحته حوالي 53 ألف متر مربع، ما يجعله واحداً من أكبر مساجد العالم. عند وصولك في الوهلة الأولى إلى المسجد الوطني، فإنك تفاجأ بعدد كبير من السياح الأجانب الذين يفدون على هذه المَعْلَمة الجميلة. واحتراما لحرمة المسجد، خصصت إدارته مواقيت للسائحين لزيارته بالمجان، خارج أوقات إقامة الصلاة، كما وفرت للنساء منهم أماكن استقبال وملابس مناسبة للدخول إليه. وبعد ولوجك المسجد، وقبل وصولك إلى قاعة الصلاة الرئيسية، تثير إعجابك ساحاته الشاسعة، وَمجموعة من المعالم الرائعة، كالنافورات وأحواض المياه المتميزة، فضلا عن روعة وجمال التصميمات والإبداعات الفنية، والنقوش والزخارف الجميلة، والتي تم تصميمها لتعكس الإبداع الإسلامي. وصممت قبة المسجد الرئيسية على شكل نجمة ذات ثمانية عشر ضلعًا، تمثل ثلاثة عشر ضلعًا منها ولايات ماليزيا، فيما تمثل الأضلاع الخمسة المتبقية أركان الإسلام الخمسة. أما سطح المسجد فيأخذ شكل مظلة مفتوحة جزئيًّا. إلا أن أكثر ما يلفت النظر في هذا المسجد هو مئذنته المربعة، التي ترتفع 73 مترا، لتنتهي بشكل هندسي متعرج، يشبه المظلة. وقرب باب القاعة الرئيسية وُضعت عدة منشورات صغيرة بأغلب لغات العالم، تُعرِّف بالإسلام وأهم موضوعاته، منها أركان الإسلام، وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورمضان، والحج.. وفي جولة سريعة بأحد أقسام المسجد، تجد قاعات في الطابق الأرضي، سميت بأسماء زوجات النبي، يتعلم الأطفال فيها كيفية أداء الصلاة بشكل متراص ومبهر، بل وتعجب عندما ترى أن إِمامهم طفل مثلهم. هذا بالإضافة إلى وجود قاعات مخصصة لتدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية وتحفيظ القرآن، وفضاءات خاصة بالنساء، وأماكن متعددة للوضوء، كما توجد أماكن للاستحمام أيضا. ويقع المسجد الوطني بجوار محطة القطار القديمة، ذات التصميم الهندسي الأخاذ، والتي تُعد معلمة أثريًة هامة في ماليزيا، كما تقع بالقرب من حدائق "بِرْدانا"، وحديقة الطيور، التي تحوي أكثر من 3000 طائر من 200 نوع مختلف. ويوجد هذا المسجد الضخم على بعد أمتار من المتحف الوطني الإسلامي. وإذا كنت تتمتع بصحة جيدة، وشيء من الطاقة، فبإمكانك تنظيم جولة إلى هذه الأماكن السياحية جميعها سيرًا على الأقدام، لتستمتع بروعة جمالها.