ارتفعت كلفة التهديدات الإرهابية على ميزانيات الدول بسبب تناسل الجماعات الإرهابية وعمليات العنف التي بلغت أوجها مع تنظيم "داعش" وجماعة "بوكو حرام"، وغيرهما، حيث كشف معهد الاقتصاد والسلم الأمريكي أن كلفة التهديدات الإرهابية على الصعيد العالمي بلغت حوالي 500 مليار درهم خلال السنة الماضية. وتفيد معطيات المؤسسة الأمريكية، التي قسمت دول العالم بحسب تكاليف أعمال العنف فيها، بأن المغرب من ضمن الدول المتوسطة من حيث كلفة أعمال العنف، حيث قدر المركز الأمريكي أن العنف والإرهاب يكلفان المملكة ما يعادل 4.6 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهو معدل متوسط مقارنة مع دول أخرى بما فيها الدول الغربية، ذلك أن تكاليف التصدي للعنف والإرهاب تكبد الولاياتالمتحدةالأمريكية حوالي 10 في المائة من ناتجها الداخلي الخام، أما في الجزائر، فإن هذه التكاليف ترتفع إلى حوالي 9 في المائة. واستندت المؤسسة الأمريكية، أيضا، إلى معطيات المجموعة الأمريكية "بلومبرغ" لكي تؤكد أن السنة الماضية كانت سنة قياسية في ما يتعلق بعدد ضحايا العمليات الإرهابية والخسائر التي نجمت عنها، حيث لم يسبق تسجيل مثل هذه الأرقام منذ أحداث 11 شتنبر 2001 بأمريكا. وتبلغ كلفة الإرهاب على الصعيد العالمي 500 مليار درهم، وهو ما يعادل نصف الناتج الداخلي الخام للمغرب، خصوصا وأن السنة الماضية شهدت العديد من العمليات العسكرية في إطار الحرب ضد تنظيم "داعش"، وتدخل العديد من دول العالم في هذه الحرب التي مازالت مستمرة إلى الآن. وتبقى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأكثر تضررا من العمليات الإرهابية، من حيث عدد الأرواح التي أزهقت والتي تعد بالآلاف، تليها منطقة الساحل الإفريقي، ثم منطقة جنوب آسيا، بينما تبقى أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية الأقل تضررا من هذه العمليات. ويؤكد معهد الاقتصاد والسلام الأمريكي أن تقدريه لكون كلفة الإرهاب في العالم بلغت 500 مليار درهم، ما هي إلا تقديرات تقريبية، مرجحا أن يكون المبلغ أضخم، لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار الرفع من ميزانية الدفاع لدى الدول، والرفع من عدد المناصب في الشرطة وغيرها من المصالح الأمنية.