امتزجتْ مشاعرُ الفرَح خلال الاحتفالِ برأس السنة الأمازيغية أمامَ مبنى البرلمان من طرف شباب تامسنا الأمازيغي، بمشاعرِ الاحباطِ منْ السياسة الحكوميّة المتّبعة في مجالِ النهوض بالأمازيغية، وتفعيل طابعها الرسمي، بعد التنصيص عليها لغة رسمية إلى جانب العربية في دستور فاتح يوليوز 2001. ففي حينِ لمْ يتبقّ من عُمر الولاية الحكوميّة الحالية غيرَ بضعة أشهر، حفلت الكلماتُ التي ألقاها عدد من الناشطين والناشطات الأمازيغ خلال الوقفة الاحتجاجية بانتقادات لاذعة لحكومة ابن كيران، متّهمينَ إيّاها بالتقاعس عنْ تفعيل ما جاء به الدستور، والتماطل في إخراج القوانين التنظيمية التعلقة بها. "هنا تراجع على مستوى ما جاء به الدستور، وعلينا أن نضع يدا في يد لنيل حقوقنا والحفاظ على المكتسبات المحققة"، تقول ناشطة أمازيغية في كلمة مقتضبة خلال الوقفة أمام البرلمان، وتُضيف: "رئيس الحكومة لديْه مشكلة مع الحركة النسائية والحركة الأمازيغية، ويُريد أنْ يُوقف مطالبنا، لكننا عازمون على السير إلى الأمام". من جهته وصفَ الناشط الأمازيغي عادل أداسكو في تصريح لهسبريس، الحصيلة الحكومية في مجال النهوض بالأمازيغية ب"الكارثية"، منتقدا تأخرها في خراج القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، والقانون التنظيمي المتعلق بإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية. واعتبرَ أداسكو أنّ الحكومة تحاول تمديدَ أجل إخراج القانونين التنظيميين، قائلا: "الحكومة ظلت تنتظر إلى آخر لحظة من عمرها، لتطلب من جمعيات المجتمع المدني أن تبعث إليها مذكذرات بشأن القوانين التنظيمية للأمازيغية، ونحن نتساءل لماذا لم تفعل ذلك قبل أربع سنوات"، يقول المتحدث، وزاد: "هذا يدلّ على أنَّ الحكومة الحالية لا نيّة لها في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية". شبابُ تامسنا الأمازيغي، وعلى غرارِ الاحتفال الذي دأبوا على تنظيمه أمام البرلمان كل سنة، جدّدوا خلالَ احتفال هذه السنة، مطلبَ الحركة الأمازيغية بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسميّة، وهُو المطلبُ الذي أبت الحكومة أن تستجيب له، كما ادعوا إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الأمازيغ. أمّا النقطة الثالثة التي تضمّنتها الكلمة الافتتاحية التي ألقيت في بداية وقفة شباب تامسنا الأمازيغي أمامَ البرلمان، فتتعلّق بالتنديد بالتصريح الأخير الذي بَدرَ عن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، حينَ تساءل "السوسي بشحال عايش كاع"، خلال انعقاد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الأسبوع قبل الماضي. عادل أداسكو قال إنَّ تصريح رئيس الحكومة غير مقبول، ويأتي بعْدما سبق له أن وصف حرف "تيفيناغ" ب"الشينوية"، وأضاف المتحدّث: "نندّد بالسلوكيات اللا مسؤولة والبهرجة الألفاظ الهزلية لرئيس الحكومة في حقّ الأمازيغ، والتي تهدف إلى إثارة النّعرات والعنصرية في المغرب وإعادتنا إلى الوراء". من جهته قالَ الناشط الحقوق أحمد الدغرني إنَّ تأخّر الحكومة في إصدار القوانين التنظيمية للأمازيغية "عمل مقصود"، مشيرا إلى أنّ ذلك ينطوي على احتمالين، وهما أنَّ الحكومة تسعى من وراء هذا التأخير إلى استغلال القضية الأمازيغية في الحملة الانتخابية القادمة، أو أنها عاجزة عن إخراج القوانين التنظيمية، على حدّ تعبيره.