في جنازة مهيبة، شيع بعد صلاة عصر اليوم جثمان المستشارة الملكية، زليخة نصري، في مقبرة الشهداء بالرباط، حيث تقدمها ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، وكذا عدد من مستشاري الملك محمد السادس، كفؤاد عالي الهمة، وياسر الزناكي، إلى جانب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران. وفيما حضر جنازة مستشارة الملك، عدد من الشخصيات الرفيعة؛ من وزراء ومدراء مؤسسات كبرى، إلى جانب مفكرين ومثقفين، جاءوا لتشييع جثمان الفقيدة إلى مثواها الأخير، مرت الجنازة في ظروف أمنية مشددة، حيث منع الصحفيون من غير المؤسسات الصحفية الرسمية من دخول المقبرة أثناء الدفن، ومن الاقتراب من مسجد الشهداء الذي جرت فيه صلاة جنازة الفقيدة. امرأة خدمت العرش بن ناصر نصري، ابن شقيق الراحلة، نعى عمته في تصريح لهسبريس، بالقول إنه لن تفتقدها العائلة فقط بعد رحيلها، بل سيفتقدها الشعب كافة والملك محمد السادس، لأنها "خدمت العرش والشعب والوطن بكل تفان"، مضيفا بأنها "إنسانة محبوبة من الجميع، وامرأة بشوشة، وكانت مجردة من الأنانية، وتبتغي سعادة المغاربة". أما وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، فأفاد أن فقدان نصري مصاب جلل، وخسارة للمغرب، مشددا على أن "الراحلة عرفت بنضالها واستماتتها من أجل الفقراء، والدفاع عن وحدة الوطن، وكانت مجندة من أجل رفعة البلد"، ولذلك الخسارة كبيرة، ونسأل لها الجنة والمغفرة". زينب العدوي، والية جهة سوس ماسة قالت في تصريح لهسبريس، إن نصري عرفت بخدمتها لبلدها ووفائها لملكها، وخدمتها بصدق ونزاهة، وهي مثال يجب أن يحتذي به الجميع، وعلى المسؤولين الإقتداء بهذه المرأة، لأن هذا هو العزاء فيها، وأن نسير في النهج الذي كانت تنهجه وأعطى أكله". عبقرية وجدية بدوره صرح محمد أوجار، سفير المغرب لدى الأممالمتحدة في جنيف، بأن الفقيدة كانت امرأة استثنائية بكل المقاييس، ومسارها يعكس "عبقرية متميزة"، انطلقت من الشعب إلى أن تبوأت أرفع منصب يمكن إن تتبوأه أي امرأة في المغرب، في موقع مستشارة الملك محمد السادس. وعلى امتداد هذه المناصب، يردف أوجار لهسبريس، ظلت نصري متمسكة بالقيم الاجتماعية، وفهمها العميق للهوية والثقافة المغربية، وكانت تشكل امتدادا للمغرب العميق، وتميزت بمعرفتها الأكاديمية والسوسيولوجية والسياسية للمغرب العميق، من أجل محاربة الفقر والهشاشة وتعميق البعد الإنساني لكل المبادرات التي أشرفت عليها". "عرفتها بالجدية والعمل والإخلاص لجلالة الملك محمد السادس"، بهذه العبارة نعى حفيظ بنهاشم المندوب العام السابق لإدارة السجون، مستشارة الملك، حيث قال لهسبريس إنها كانت دائما تسهر على المصلحة العامة ومساعدة الضعفاء، والاهتمام بالشأن السجني، لأن مؤسسة محمد السادس لرعاية السجناء هي شريكة في هذه العملية". وقال وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، نبيل بنعبد الله، إن المغرب يفقد وجها من وجوهه النسائية، إذ كانت تحتل مكانة خاصة، وتمثل رمزا بالنسبة للحركة النسائية، بعد أن تقلدت مهاما كبيرة وجسيمة، وكانت سباقة في المناصب الوزارية، وكذا منصب مستشارة الملك". وبعد أن استطرد الوزير، في تصريح لهسبريس، بأن "نصري كانت تشتغل وتتحكم في ملفاتها، وتعرف كيف تشتغل مع الآخر في احترام وتقدير"، أوضح أن رحيلها سيترك فراغا، لكنها في نفس الوقت فتحت الباب أمام النساء الأخريات من أجل العمل والاجتهاد" يورد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.