انطلقت تظاهرة حاشدة ابتداء من الساعة 11 صباحا انطلاقا من ساحة باب المربع جابت مختلف شوارع المدينة بشكل سلمي شارك فيها نحو 2000 متظاهر رددوا خلالها شعارات سياسية مطالبة بإسقاط الحكومة وتعديل الدستور وإقرار ملكية برلمانية وحل مجلس النواب ومجلس المستشارين ومحاسبة المسئولين ومطالب اجتماعية من قبيل الشغل والسكن وغيرها. وقد لوحظ مشاركة أغلب الفعاليات السياسية والنقابية الغير مشاركة في الحكومة و الجمعوية والحقوقية الشيء الذي ميز التظاهرة في بدايتها بالانضباط . غير أنه وللأسف الشديد حدث انفلات أمني غير مسبوق بالمدينة فقد لوحظ ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم انسحاب شبه تام لقوى الأمن من المدينة الشيء الذي أدى إلى تخريب عدد من الممتلكات العامة والخاصة . فقد تعرض السجن المحلي لعملية إحراق ومحاولة إخراج السجناء لكنها باءت بالفشل كما ثم تدير عدد من المنشئات الإدارية ومن بينها مقر عمالة الإقليم والخزينة العامة و9 وكالات بنكية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل ومقر المجلس البلدي والمحافظة العقارية وادارة الماء والكهرباء ومدارس عامة وخاصة وممتلكات خاصة ومحال تجارية وسيارات خاصة ومقاهي وبارات وعدد كبير من الأعمدة الكهربائية والمخادع الهاتفية و كما تعرض مقر مفوضية الشرطة لهجومات متتالية إلا أن تواجد مجموعة من الفعاليات المتظاهرين بسلسلة بشرية هناك منع المهاجمين من الهجوم عليه كما تدخلوا لإقناع المتظاهرين بالامتناع عن رشقه بالحجارة لكون اغلب رجال الشرطة المتواجدين هناك بلباس مدني ولم يتدخلوا لقمع التظاهرة . كل هذا دون أن تتدخل قوات الأمن بأي شكل من الأشكال حيث والى غاية الساعة الخامسة بعد الزوال لا تزال المدينة في انفلات أمني ولازالت محاولات المتظاهرين اقتحام مفوضية الشرطة تتكرر ويمكن للهجوم أن يتم كل لحظة ولا زال التوتر سيد الموقف وقد بدأت التعزيزات العسكرية في التوافد إلى المدينة لمن دون أن تتدخل . ويشعر السكان بالرعب من تكرار ما حدث في تونس ومصر بسبب غياب الأمن وقد بدأت فعاليات من المجتمع المدني وخصوصا وداديات الأحياء في تشكيل لجان شعبية لحماية الأمن ومؤسسات الدولة من هجومات مجموعات الملثمين . ولم يتم اعتقال أي من المتظاهرين أو المهاجمين أو قمع التظاهرات حيث لا وجود لقوات الأمن سوى بباب مفوضية الشرطة لحمايتها كما ولم تخلف هذه الأحداث سوى بضعة جرحى من رجال الأمن والمارة . وجدير بالذكر أن مدينة صفرو عاشت يوم 23 شتنبر 2007 ثورة حقيقية حدثت خلالها صدامات عنيفة مع قوى الأمن وهذا ما دفع السلطات هذه المرة لإخلاء مسبق لقوى الأمن من المدينة . غير أن الأوضاع منذ ذلك الحين إلى اليوم تزداد سوءا بفعل غياب فرص حقيقية للشغل حيث يتعدى معدل البطالة الأرقام الوطنية بكثير خصوصا أصحاب الشواهد كما أن أحزمة الفقر تزداد انتشارا في المدينة . ومن المتوقع أن تستأنف المظاهرات يوم غد الاثنين انطلاقا من المدارس والمؤسسات التعليمية .