كان الحضور المغربي في مهرجان الرياض للمأكولات، الذي أقيم على مدى أسبوع تحت شعار "تجربة سياحية فريدة"، والذي اختتم أمس الخميس،حضورا لافتا زينت فيه أطباق الطبخ المغربي موائد هذا المهرجان، الذي نظمته عشر فنادق بالعاصمة السعودية برعاية الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية. واحتضنت هذه المؤسسات الفندقية فعاليات هذا المهرجان، الذي قدمت من خلاله للزبناء والزوار أطباق متنوعة من ألوان الطبخ في أزيد من عشر دول أوروبية وآسيوية وعربية، من ضمنها المطبخ المغربي الذي يعد أحد أفضل وأجود المطابخ على الصعيد العالمي. وتحولت فضاءات المؤسسات الفندقية العشرة، منذ انطلاق هذه التظاهرة السياحية والثقافية، إلى أماكن جذب اكتشف من خلالها هؤلاء الزوار، ليس فقط لذة الأطباق، ولكن أيضا ملامح الطبخ وأسسه ومميزاته وخصوصياته ومفردات الطبخ التي يشتغل وفقها القائمون على هذه المطابخ. ونجحت إحدى المؤسسات الفندقية من فئة خمسة نجوم بالرياض، التي احتضنت ألوان الطبخ المغربي، في استقطاب الكثير من الزبناء الباحثين عن "الأطباق المغربية بطقوسها الأصيلة، وثقافة الطبخ المغربي المتميزة إعدادا وتناولا" كما أفصح عن ذلك "ع-حمد" وهو مواطن سعودي قدم رفقة أفراد أسرته للاستمتاع وإياهم بالأطباق المغربية التي قال، بخصوصها، إنه اكتشفها قبل سنتين في إحدى زياراته للمغرب، وأصبح من أشد المعجبين بها. وبنظرة إعجاب لتنوع الأطباق المغربية، قال الشاب السعودي "م-المطيري"، وهو حائر بين تفضيل أي طبق نال إعجابه، "كلها رائعة، ولم أكن أدري أن لديكم هذا الكم الرائع والممتع من المأكولات التي تجعلني أتطلع إلى زيارة المغرب ومدنه ذات الشهرة السياحية التي اكتشفتها بفضل هذه التظاهرة السياحية بهذه المؤسسة الفندقية والعارضين المغاربة". وقد كانت باقي المؤسسات الفندقية المنظمة لهذه التظاهرة بدورها ضمن الأماكن المفضلة للاستمتاع بأطباق المأكولات العالمية، في بادرة يتوخى منها المنظمون تقديم منتوج سياحي جديد من أجل زيادة الجذب السياحي المحلي، لا سيما وأن الفترة تزامنت مع إجازة منتصف العام الدراسي. وحرص نخبة من كبار الطهاة العالميين، ومن بينهم الطهاة المغاربة المهرة، من خلال هذه التظاهرة على عرض مهاراتهم في إعداد الأطباق وسط أجواء تتعانق فيها روائح المأكولات ومعروضات الصناعة التقليدية والأجواء الثقافية والفولكلورية والترفيهية المصاحبة لفعاليات هذه التظاهرة. ويقول الطاهر شقراي، المدير العام للمؤسسة الفندقية التي احتضنت مأكولات الطبخ المغربي، "نقدم الطبخ المغربي بكل مكوناته وأطباقه كالطاجين والبسطيلة وأطباق الكسكس والحريرة والسمك بأنواعه والفطائر والحلويات وغيرها". واستعرض شقراي، وهو مغربي ينحدر من مدينة المحمدية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، التجربة التي راكمها طوال سنوات عدة في المجال الفندقي على المستويين المحلي والدولي، وقال "إن الطقوس المغربية وأجواءها تعطي نكهة خاصة للأطباق المغربية، ولذلك حرصنا في هذه التظاهرة السياحية والثقافية على أن يكون فضاء استقبال الزبناء فضاء مغربيا بامتياز، من خلال الديكور وكؤوس الشاي واللباس التقليدي وعرض المنتوجات التقليدية المغربية". وبالفعل، فقد أثثت معروضات المغربيين علي حشلاف ومحسن صابر، المتخصصين في مجال عرض المنتوجات التقليدية المغربية، مدخل هذه المؤسسة الفندقية بمنتوجات مغربية اعطت للمكان جمالية بما اشتملت عليه من تنوع في العرض ومن دقة في الصنعة. وتعانقت بفضاء العرض الأحجار المعدنية والمستحتات بتلويناتها وأشكالها ورسوماتها، مرورا بأحجار وعقود الزينة، وصولا إلى منتوجات الفخار والقفطان المغربي والزرابي والنحاسيات والأواني الخشبية والفضية التي نالت إعجاب الزوار الذين وجدوا في هذه المنتوجات كنوزا إبداعية ذات جمالية خاصة. واعتبر عدد من زوار الفضاءات الفندقية بالرياض، التي احتضنت مطابخ وأكلات عدد من الدول ومن ضمنها المغرب، هذه البادرة بأنها تجربة سياحية فريدة قربتهم من العديد من المطابخ العالمية ومنها المغرب، ومعايشة أجوائها وطقوسها والتعرف على جزء من ثقافاتها.