شهد المغرب، شأنه شأن عدد من الدول عبر العالم، خسوفا كليا للقمر، دام، بحسب جمعية المبادرة للفكر والعلوم، أكثر من خمس ساعات، ليلة الأحد/ الاثنين، في ظاهرة لا تتكرر كل سنة، ذلك أنها لم تحدث منذ عام 1982، كما أنه لن يحدث خسوف قبل سنة 2033. وبدأ خسوف القمر في المغرب على الساعة الواحدة و11 دقيقة، في المرحلة الأولى. وعلى الساعة الثانية و11 دقيقة بدأت مرحلة الخسوف الكلي، حيث بدأ القمر بدخول منطقة ظل الأرض وأصبح لونه يميل إلى الاحمرار، فيما بلغ الخسوف أقصى درجاته على الساعة الثالثة صباحا و47 دقيقة من صباح اليوم. وتحدث هذه الظاهرة على خمس مراحل تباعا، تبدأ بخسوف شبه الظل، ثم الجزئي ويتبعه خسوف كلي يتحول فيه لون القمر إلى لون خليط بين الأحمر والبني، ثم ستحدث عملية عكسية بعودة الخسوف لمرحلة الخسوف الجزئي وينتهي بخسوف شبه الظل. خسوف عابر للقارة وتميز خسوف القمر، خلال هذه السنة، بظهوره في أغلب قارات العالم، حيثُ ظهر في كل من أوروبا وإفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وغرب القارة الآسيوية، بالإضافة إلى القارة المتجمدة الجنوبية. هذا التوزيع الجغرافي الواسع للحالة الفلكية ساهم في مشاهدة الحدث من قبل مئات ملايين السكان حول الأرض. هذه الظاهرة لا تتكرر كل شهر لأسباب تعود إلى مستوى مدار القمر حول الأرض المائل بمقدار خمس درجات بالنسبة لمستوى دوران الأرض حول الشمس، إلا أنه توجد نقطتان حيث يلتقي المداران، تسمى العقد القمرية، ويمكن للخسوف أن يحدث فقط بالقرب من تلك العقد القمرية. تنشأ الظاهرة في منتصف الشهر القمري عندما تحجب الأرض ضوء الشمس بالكامل من الوصول إلى القمر بشكل مباشر، إلا أن القمر لا يزال مرئيا بالعين المجردة خلال مرحلة الخسوف الكلي بسبب الغلاف الجوي للأرض، الذي يكسر ضوء الشمس وبشكل غير مباشر يضيء سطح القمر، وأثناء ذلك يقوم الغلاف الجوي للأرض بإزالة أو حجب أجزاء من طيف ضوء الشمس، ما يترك فقط الأطوال الموجية الطويلة ذات اللون الأحمر ومشتقاته، ولذلك يظهر خسوف القمر الكلي عادة باللون الأحمر. حدث نادر وعلى الرغم من أن خسوف القمر هو ظاهرة متكررة حول العالم، إلّا أن وجود القمر في أقرب نقطه له من الأرض، التي تسمى "الحضيض القمري، جعل من الحدث أمراً أكثر ندرة، "كونه تحت مسمى القمر العملاق (Super moon) ، أثناء دخوله في حالة الخسوف، علماً بأن المرة الأخيرة التي حدث فيها الخسوف تحت مسمى القمر العملاق كانت في العام 1982، ولن تتكرر إلا في العام 2033"، مما يعني، بحسب جمعية المبادرة للفكر والعلوم، أن القمر كان أكبر بحوالي 14 في المائة، وألمع ب 30 في المائة من لمعانه المألوف. هذا الخسوف الكلي للقمر يأتي ضمن سلسلة نادرة تسمى "الخسوفات الرباعية"، تتكون من أربعة خسوفات كلية للقمر بشكل متتالي يفصل بين كل خسوف منها ستة أشهر ولا يقع بينها خسوف جزئي أو خسوف شبة ظل. وقد بدأت هذه السلسلة من الخسوفات الكلية في 15 أبريل 2014 ثم 8 أكتوبر 2014، ف 4 أبريل 2015، لتنتهي بخسوف 28 شتنبر 2015.