اعتبرت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن الاستقرار السياسي في المغرب الذي يستمد قوته من "تجذره العريق والشعبي" يشكل "نموذجا رائدا" في فضاء إقليمي تهزه التحولات التي تشهدها تونس والانتفاضة الشعبية في مصر. وأكدت قناة "فوكس نيوز" في تحليل بعنوان "الاستثناء المغربي"، أن "الاستقرار السياسي في المغرب الذي توفره ملكية منذ أزيد من ثلاثة قرون، يشكل نموذجا رائدا في الوقت الذي تتبلور فيه استراتيجية تستجيب للتطلعات المشروعة للجماهير العربية مع الحفاظ على الاستقرار في المنطقة". وأوضح التحليل أن هذا "الاستقرار الراسخ والدائم الذي توفره ملكية عريقة، هو تعبير على "تجذر تاريخي في النسيج الثقافي المغربي وعلى صعيد مؤسسات المجتمع المدني" في المملكة . وبعد أن أبرزت التجند الشعبي وراء الملك محمد السادس، أشارت "فوكس نيوز" إلى الاصلاحات التي أطلقها الملك في مختلف المجالات منذ توليه العرش، خاصة إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة ، "الأولى من نوعها في العالم العربي" بهدف طي ملف الانتهاكات السابقة لحقوق الإنسان. واستحضرت "فوكس نيوز" التي سلطت الضوء على طابع الحياة السياسية بالمغرب، الانتخابات التي جرت في عهد الملك محمد السادس حيث نقلت عن صحيفة (لوموند) الفرنسية أن هذه الانتخابات تعكس "الاستثناء المغربي" في محيطه الإقليمي، مشيرة إلى أن الشبيبة المغربية تتمتع بالعديد من وسائل الإعلام الخاصة ومنتديات ومنابر للتعبير عن آرائها حول السياسات الحكومية. إصلاحات في مختلف المجالات ومقاربة شاملة وسلط كاتب التحليل أحمد الشرعي عضو مجلس إدارة معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكي، الضوء على السياسة التي وضعها الملك محمد السادس بهدف معالجة مشكلة الفقر على أساس مقاربة تشاركية مع مؤسسات المجتمع المدني ، مبرزا "الموارد الهائلة " التي تمت تعبئتها لتحقيق هذا الهدف. وأبرزت "فوكس نيوز" التطور الذي تعرفه المناطق الحضرية، إضافة إلى برامج التنمية التي أطلقها جلالة الملك للقضاء على السكن غير اللائق وضمان سكن جديد للفئات المستهدفة . وأوضحت القناة الأمريكية، أن العالم القروي يشهد مقاربة مماثلة ، من خلال برامج مكثفة لفك العزلة والكهربة والولوج إلى الماء الصالح للشرب، وكذا من خلال إحداث فرص عمل جديدة. وبعد التذكير بالجهود الملكية الرامية إلى ضمان إدماج تام للمرأة المغربية في مختلف القطاعات ، ذكرت "فوكس نيوز" بإصلاح الحقل الديني من خلال التجربة الرائدة للمرشدات ، التي تهدف إلى مكافحة التطرف عبر نشر قيم التسامح والانفتاح. استقرار وشرعية لا مثيل لها وأكد معهد هودسن (هودسون أنستيتيوت) وهو مجموعة تفكير أمريكية متعددة الاهتمامات ومتخصصة بالأساس في القضايا العسكرية والاستراتيجية والعلاقات الدولية والقانون ، مؤخرا أن المملكة المغربية تتميز باستقرار "فريد" في محيطها الإقليمي "مع طابع عريق تنفرد به". وأكد معهد البحث، في تحليل حول التغيرات العنيفة التي تشهدها تونس والانتفاضات الشعبية بمصر أو الجزائر، أن "بعض عوامل الاستقرار في المغرب لامثيل لها بالمنطقة"، مشيرا إلى أن تاريخ المملكة يرتبط بشكل وثيق بالنسيج الثقافي للبلاد حيث يخوله شرعية لا تضاهى في محيطه". واعتبر أنه بالإضافة إلى هذا الامتياز "الفريد"، قام المغرب بإصلاحات سياسية واجتماعية"من شأنها أن تشكل نموذجا لحكومات أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على اعتبار أنها تفضي إلى بلوغ الأهداف المسطرة". وذكر في هذا السياق، بأنه منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش سنة 1999 ، تعززت حرية الصحافة وأنفقت الملايير بهدف النهوض بمؤسسات المجتمع المدني. وبعد التأكيد على "الرعاية الخاصة" التي يحيط بها الملك محمد السادس الفئات المعوزة ، وجهود الحثيثة لتحسين ظروفهم الاجتماعية، أبرز معهد هودسون الدور المتنامي لمختلف جمعيات حقوق الإنسان في مواجهة كل أشكال التجاوز، وإحداث الهيئة المركزية لمحاربة الرشوة.