أكد أحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، أمس الثلاثاء، أنه حان الوقت لكي ينسج المغرب علاقات اقتصادية قوية مع البلدان الآسيوية التي تحقق اقتصاداتها معدلات نمو قياسية. وقال الشامي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في قمة الشراكة الاقتصادية التي اختتمت أشغالها أمس في مومباي، إنه "بغض النظر عن الشركاء التقليديين للمغرب، نؤكد على ضرورة انفتاح الاقتصاد المغربي على الأسواق الآسيوية بهدف تشجيع المبادلات والاستثمارات بين الجانبين". وأضاف أنه في هذا النطاق تندرج الجولة الآسيوية، التي قام بها الوفد المغربي، والتي شملت الصين وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ والهند حيث عقد لقاءات مباشرة مع مستثمرين وفاعلين اقتصاديين بهدف الترويج لجاذبية المغرب كوجهة مفضلة للاستثمارات. وأوضح الشامي أنه تم خلال مختلف هذه اللقاءات، سواء الثنائية منها أو التي جرت في إطار المنتديات التي تم تنشيطها بالمناسبة، إطلاع المحاورين الرئيسيين على الاصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي باشرها المغرب، والتي همت الترسانة القانونية والمؤسساتية المؤطرة للنشاط الاقتصادي، بغية تسهيل المعاملات التجارية واستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما تم التعريف، يضيف الشامي، بمناخ الأعمال والتحفيزات الجبائية وبكلفة الإنتاج وباتفاقيات التجارة الحرة التي وقعها المغرب والتي يصل عددها إلى 44 اتفاقية. وأشار وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة إلى أنه لمس، خلال مختلف لقاءاته مع الفاعلين الاقتصاديين بهذه البلدان، تجاوبا واهتماما كبيرين بالاستثمار في المغرب الذي يمكن أن يشكل بوابة نحو السوق الأوروبية والإفريقية على حد سواء. وأضاف أن "البلدان الآسيوية تدرك أهمية السوق الإفريقية التي تتوقع الدراسات الحديثة أن تتوفر، في أفق 2020 ، على 130 مليون أسرة من الطبقة الوسطى"، مؤكدا أنه بإمكان المغرب أن يشكل أرضية للاستثمارات الأسيوية لكسب هذه القوة الاستهلاكية. واستعرض الشامي عددا من القطاعات الاستثمارية الواعدة في المغرب كالإلكترونيك وأجزاء السيارات التي بلغت صادرات المملكة منها أزيد من مليار أورو. وكان الشامي قد أبرز، أول أمس في عرض أمام المشاركين في هذه القمة الاقتصادية الدولية، الفرص الاستثمارية التي توفرها القطاعات الاستراتيجية في المغرب والأوراش التنموية الكبرى التي انخرطت فيها المملكة. كما عقد لقاءات ثنائية مع مستثمرين هنود بهدف إبراز جاذبية المغرب كوجهة مفضلة للاستثمار. وقد شارك المغرب في قمة مومباي بوفد هام ضم على الخصوص، إلى جانب وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة مصطفى التراب المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط وعدد من المسؤولين في الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات و"مغرب تصدير".