ذرف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الدموع وهو يجيب على أسئلة فرق المعارضة، حول وضعية الأشخاص المعاقين، وذلك خلال حلوله على جلسة الأسئلة الشفوية المتعلقة بالسياسة العامة، ليلة اليوم الثلاثاء بمجلس النواب. ولم يتمالك رئيس الحكومة نفسه، وهو يسرد معاناة هذه الفئة من المجتمع، الذي جزم أنه يعرفها أكثر من جميع الحاضرين في البرلمان، بحكم تواصله الدائم معهم، مقرا بفشل حكومته في معالجة مشاكل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال بنكيران، جوابا على أسئلة فرق الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، "أنا أعرف أكثر منكم الإعاقة"، مضيفا "أعترف أمامكم أن هذا المجال لا يقبل المزايدة، لأنه لا يمكن أن أجيبكم بالجزم حول ما إذا كان ذوو الاحتياجات الخاصة غير موجودين في المغرب قبل هذه الحكومة". "لم نقم بالكثير في مجال الإعاقة، لكن لا يمكن أن ننسى ما قامت به الدولة في هذا المجال"، يقول بنكيران مخاطبا فرق المعارضة، مؤكدا أنه "من أصعب الأمور أن يتحدث المرء بخصوص موضوع الإعاقة بمنطق سياسوي". وجاء رد رئيس الحكومة على ما أسماه المنطق السياسوي في تعقيبات بعض فرق المعارضة، بالقول "نحن في رمضان، ولا يمكن أن ندخل في هذا المنطق، ولابد أن نعترف أن هذا وضع مؤلم"، مسجلا أنه "لا يمكن للدولة أن تتكفل بالمعاقين جميعا، لأنه لا توجد الإمكانيات الكافية، ولكن علينا أن نتابع العائلات ومساعدتهم ماديا". رئيس الحكومة أبدى موافقته لمداخلة البرلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة، نبيلة بنعمر، في كون "الإعاقة تفقر، ولم نستطع أن نقوم بكل شيء في حق المعاقين"، مشيرا أنه "لم نصل بعد لمشكل الأموال، بل هناك إشكالات قانونية، ورد فعل الإدارة الذي لا يكون في الغالب بالشكل المطلوب". وقال بنكيران في هذا الاتجاه، إن "العديد من الإجراءات الجديدة جاءت بها الحكومة، ولكن يقينا لم نعط الموضوع حجمه الكامل، ولم نعالجه بالشجاعة التي يستحق"، مضيفا أنه "آن الأوان للقيام بالواجب" وفق تعبيره. وتقدم رئيس الحكومة بشكره "بصدق لمثل هذه الأسئلة التي طرحتها المعارضة وهذه المداخلات التي تساعدني في تحريك الوزراء، والأجهزة التي تملك القرار المالي لتحقيق الإجماع الوطني حول مثل هذه القضايا"، معتبرا بأن وضعية ذوي الاحتياجات الخاصة، تهم شريحة واسعة من المغاربة.