كشف الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، في خطابه اليوم بمناسبة الإعلان عن حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر كامل، عن مسار تدشين مصنع لشركة السيارات "بوجو ستروين"، الذي تم الاتفاق بشأن إقامته في المغرب، بعد أن كانت مجموعة "بوجو ستروين" تنوي إقامته في تونس. وقال السبسي إن بلاده توجد في حالة صعبة، لا يمكن الخروج منها إلا بجلب استثمارات أجنبية ووطنية، والتي بدورها تحتاج إلى خلق مناخ ملائم لذلك، وهو ما ليس متوفرا في تونس حاليا"، قبل أن يشير إلى موضوع انتقال استثمارات "بوجو" من بلاده إلى المغرب، دون أن يشير إليه بالاسم. وضمن حديثه عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها بلاده، قال السبسي إنه تأثر عندما تقابل مع مستثمر أجنبي كبير، دون تسميته، في إشارة إلى كارلوس تافاريز، رئيس مجموعة "بوجو ستروين" الفرنسية، ووعده بالقيام باستثمارات ضخمة في تونس، ملمحا إلى مصنع السيارات الذي كان من نصيب المملكة. وأردف الرئيس التونسي بأنه بعد ذلك، بلغ إلى علمه أن هذا الاستثمار الذي كانت ستشهده بلاده انتقل إلى بلد شقيق"، مبرزا أن "تونس لا تحسد هذا البلد"، في إشارة إلى المغرب، مبينا السبب في اعتراف المستثمر الأجنبي بقوله إن تونس لا تتوفر على المناخ الملائم للاستثمار". وبدا على الرئيس التونسي الندم على تفويت مشروع استثماري كبير من حجم مصنع سيارات "بوجو ستروين"، وقال إن هذا الاستثمار كانت قيمته 557 مليون أورو، وكان متاحا ان يقوم بتشغيل زهاء 5 آلاف إلى 50 ألف شخصا بالتدريج، وهذا ما لم يتحقق في تونس" يورد السبسي. وبعد التطرق إلى التحدي الاقتصادي، عرج الرئيس التونسي على التحديات الأمنية التي تواجه بلاده في المرحلة الراهنة، وقال إن السلطات قامت بواجبها تدريجيا، لأنه لم تكن لدينا ثقافة الإرهاب في تونس"، مبرزا أنه في حال تكرر حادث سوسة الإرهابي مرة أخرى، فإن تونس ستنهار، وهذا ما دفعنا إلى فرض حالة الطوارئ". وتابع السبسي بأن "محاربة الإرهاب تستوجب العدة البشرية، والعدة المادية، وهي التي تعوز البلاد بنسبة كبيرة"، مضيفا أن تونس من حسن ظنها أو من سوئه، جاءت في الحدود مع ليبيا، التي تمتد إلى زهاء 500 كلم، ما يصعب مراقبتها إلا بوسائل تكنولوجية لا تملكها تونس".