يقبل المدربان الإسباني لويس إنريكي والإيطالي ماسيميليانو أليجري، على أهم تحد يمكن خوضه في أول موسم لهما مع فريقي برشلونة ويوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا مساء اليوم السبت. وتعرض كلا المدربين لانتقادات حين أسندت لهما مهمة قيادة البرسا واليوفي، لكنهما خالفا كل التوقعات، وفازا بثنائية الدوري والكأس المحليين في إسبانيا وإيطاليا، كما أصبحا على شفا ثلاثية تاريخية في حال الفوز بنهائي برلين. ويطمح إنريكي وأليجري للإنضمام لصفوة مدربي العالم الفائزين بالثلاثية، أمثال الألمانب يوب هاينكس والبرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني بيب جوارديولا والإسكتلندي أليكس فيرجسون، في الوقت الذي يظهر الاختلاف جليا بين المسيرة الكروية للمدربين الإسباني والإيطالي قبل اعتزال اللعب والاتجاه للقيادة الفنية. إنريكي حقق نجاحات أكبر كلاعب، حيث بدأ مشواره مع سبورتنج خيخون، ومنه انتقل الى ريال مدريد، وصدم الميرينجي وجماهيره بالانضمام لبرشلونة الذي حقق معه إنجازات أفضل، كما فاز بالثنائية المحلية مرتين مع البرسا كلاعب، وسجل 73 هدفا، وكان ينقصه فقط التتويج بدوري أبطال أوروبا، ومثل إنريكي منتخب إسبانيا في 62 مباراة رسمية، وشارك في كأس العالم بنسخ 1994 و1998 و2002 ، بجانب يورو 2006. على النقيض كانت مسيرة أليجري كلاعب متواضعة، حيث مثل فريقي نابولي وبروجيا، لكنه لم يترك أثرا مهما، بينما يملك إنجازات أفضل كمدرب من إنريكي، الذي بدأ مدربا لشباب برشلونة، ثم أخفق في مهمة تدريب روما الإيطالي، واستعاد بريقه نسبيا مع سلتا فيجو قبل العودة لبرشلونة لخلافة الأرجنيتي تاتا مارتينو. وظل أليجري يعمل بتدريب الناشئين حتى تعاقد معه كالياري في 2008 ، وقدم عملا جيدا رغم ضعف الإمكانات ليحصل على فرصة العمر بتدريب ميلان في 2010 ، وقضى معه أربعة مواسم وتوج بالدوري مرتين، لينتهي مشواره مع الروسونيري بخسارة قاسية امام ساسولو الصاعد حديثا للكالتشو، لينتقل في الموسم التالي الى يوفنتوس لخلافة أنطونيو كونتي. وامام كل مدرب فرصة لإخراس ألسنة منتقديه قبل بداية الموسم بالظفر بثلاثية، ستكون الثانية في تاريخ برشلونة والأولى من نوعها في سجل يوفنتوس. إنريكي: التحدي الأهم لم يأت بعد وبخصوص مباراة اليوم أكد لويس إنريكي مدرب برشلونة أن النجم أندريس إنييستا جاهز للعب كأساسي في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس الإيطالي، مشددا على أن مباراة اليوم ليست أهم تحد في حياته، وأن التحد الأهم لم يأت بعد. وقال إنريكي في مؤتمر صحفي عشية نهائي برلين بشأن الشكوك حول مشاركة إنيستا "نظريا هو جاهز مثل باقي اللاعبين، أعتقد أنه في حالة ممتازة"، مضيفا بالقول "نمتلك جيلا استثنائيا من اللاعبين، جميعهم يطمحون لمباراة رائعة، لدينا أفضل لاعب في العالم، ميسي، ونيمار وسواريز يقدمان موسما رائعا". وفيما يتعلق باختلاف أسلوب اللعب مع اليوفي، أوضح "لا أعتقد أن اللقاء سيحمل صداما بين أسلوبين، اليوفي يحتاج للكرة والاستحواذ، لديه إمكانات ويتطلع للثلاثية مثلنا، لديه الحلول، سنلعب بجدية تامة". وعن اعتبار الثلاثية فرصة لإخراس ألسنة منتقديه، أجاب إنريكي، الفائز بثنائية الدوري والكأس في إسبانيا، "لا أبحث عن رد الاعتبار، لم أفعل ذلك كلاعب ولن أفعل ذلك كمدرب، أنا فخور للغاية بمسيرتي، كالعادة أشعر بالهدوء قبل المباراة". أليجري: لن نكتفي بالدفاع من جهته أعرب مدرب فريق يوفنتوس الإيطالي ماسيميليانو أليجري عن اقتناعه بأن مواجهة برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا "لن تنتهي بنتيجة 0-0" نظرا لقوة هجوم الفريق الإسباني، وأهمية أن يحرز فريقه "هدفا على الأقل" خلال المباراة التي تقام اليوم على الملعب الأوليمبي في العاصمة الألمانية برلين. وقال أليجري "يجب أن نفكر في كيفية إحرازنا لهدف أكثر من كيفية إيقاف برشلونة"، مؤكدا أن "المؤشر الأساسي لنهائي دوري الأبطال سيكون خط الوسط"، كما بدا مدرب ال"بيانكونيري" متفائلا، لكنه شدد على أهمية ألا يتراجع فريقه ويرتكن للدفاع فحسب أمام البرسا. وتابع "تلقيت عشرات الأسئلة لمرات عديدة حول كيفية إيقاف ميسي ونيمار ولويس سواريز، بالتأكيد فكرنا في ذلك. لكنهم لاعبين استثنائيين ويجب أن نقدم مباراة جيدة جدا. سنلعب ضد فريق على مستوى عال في النواحية الخططية، لذا يجب أن نقدم مباراة كبيرة من الناحية الخططية إذا كنا نرغب في أن نحظى بفرصة"، مضيفا بالقول "إنها المباراة الأهم في مسيرتنا". أما بشأن إصابة قائد خط دفاعه جورجو كيليني، فقال "حزنت لأجله، لأنه لعب كافة مباريات التشامبيونز ليج وقدم موسما رائعا"، مستدركا أن المدافع المخضرم أندريا بارزالي العائد من إصابة هو الآخر "في حالة جيدة" لذا فإنه سيشكل مع ليوناردو بونوتشي قلب دفاع اليوفي. جدير بالذكر أن أليجري يعرف برشلونة جيدا حيث واجهه حينما كان مدربا لفريق ميلان الإيطالي ثماني مرات خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، لكن الميزان لم يكن في صالحه حيث مني بأربع هزائم وتعادل ثلاث مرات وفاز مرة وحيدة. وفيما يتعلق بالمنافس، أوضح المدرب الإيطالي أن برشلونة تحت قيادة مدربه الحالي لويس إنريكي يختلف عن برشلونة في الأعوام السابقة، مردفا بالقول "لديهم الآن راكيتيتش كإضافة وتشافي بمستوى أقل، وكذلك رأس حربة، لم يكن لديهم هذا في السابق، إنهم برشلونة مختلف، وكذلك ستشهد طريقة اللعب تغييرا". وتوقع أليجري أن يقدم اليوفي مباراة كبيرة وأن يحظى "ببعض الحظ الذي يحتاجه دائما في مباراة نهائي" من أجل هزيمة برشلونة لويس إنريكي.