ترأس الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية غينيا بيساو، جوزي ماريو فاز، اليوم الخميس بالقصر الرئاسي ببيساو، حفل تقديم الشراكة الفلاحية بين المغرب وغينيا بيساو. وقال وزير الفلاحة الصيد البحري عزيز أخنوش، في معرض تقديمه هذه الشراكة ، إن هناك فرصا كبيرة أمام المغرب وغينيا بيساو من أجل تعزيز شراكتهما، لاسيما في المجال الفلاحي. وأكد أخنوش أن الزيارة الملكية لغينيا بيساو تنسجم مع روح تعزيز التعاون الثنائي الذي انطلق منذ سنة 2011، وذلك بفضل الدفعة الجديدة التي أعطيت له بتحفيز من الملك محمد السادس وفخامة الرئيس جوزي ماريو فاز، والتي تميزت على الخصوص بافتتاح سفارة غينيا-بيساو في الرباط سنة 2011. وسجل الوزير وجود آفاق هامة لتطوير التعاون الفلاحي بين المغرب وغينيا بيساو، بفضل الإرادة القوية للمغرب في تقاسم تجربة "مخطط المغرب الأخضر" واقتناعه بضرورة تعزيز التعاون جنوب جنوب في المجال الفلاحي. وأشار إلى أن القطاع الفلاحي بغينيا بيساو له وزن اجتماعي واقتصادي كبير في الاقتصاد الوطني، حيث يوفر 82 بالمائة من فرص الشغل بالبلاد، فضلا عن كون 80 بالمائة من مداخيل العملة الصعبة تأتي من الصادرات الفلاحية، وأزيد من 60 بالمائة من الناتج الداخلي الخام يوفرها هذا القطاع. وأضاف أن البلاد تتوفر على إمكانيات فلاحية هائلة ، حيث أنها تعد سادس منتج لثمرة الكاجو على الصعيد العالمي وتشهد تساقط حوالي 1500 ملم من الأمطار كمعدل سنوي، مشيرا إلى أن هذه الثروات الطبيعية إلى جانب الموارد البشرية الهامة توفر ظروفا وفرصا مواتية للإقلاع الفلاحي بغينيا بيساو. كما قدم أخنوش بهذه المناسبة الخطوط العريضة لمخطط المغرب الأخضر، الاستراتيجية المندمجة والمتوازنة التي تم إطلاقها سنة 2008 لتمكين القطاع الفلاحي، الذي يكتسي وزنا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا، من لعب دوره كمحرك للتنمية. وأشار الوزير إلى أنه، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس بخصوص تقاسم تجربة المغرب مع غينيا بيساو، فإن التقاء التجربة الفلاحية المغربية مع الإمكانات التي تتوفر عليها غينيا بيساو يمكن أن يتمحور حول ثلاثة محاور للشراكة و10 مشاريع ملموسة من التعاون. وأوضح أن المحور الأول يتعلق ب"الشراكات القطاعية" يركز على ثلاثة مشاريع تهم تبادل التجارب من أجل تطوير زراعة الأرز ، وتقاسم التجربة في مجال التلقيح الاصطناعي وتحسين سلالات الأغنام والماشية، بهدف زيادة إنتاج الحليب واللحوم،وتقديم الدعم لقطاع اللحوم البيضاء. ويهم المحور الثاني "شراكات في مجال الري والمدخلات" ويشمل مشروعين يتعلقان بتبادل التجارب والدعم التقني لتطوير الري (الدراسات التقنية والسدود والتهيئات الهيدروفلاحية) وكذا الدعم في مجال استخدام المدخلات بشراكة مع المعهد الوطني للأبحاث الزراعية والمكتب الشريف للفوسفات. ويشمل المحور الثالث والمتعلق ب"الشراكات في مجال مواكبة الفاعلين وتشجيع الاستثمار"، خمسة أوراش تتعلق بدعم احترافية ومهنية صغار الفلاحين من خلال تطوير التعاونيات ، والدعم التقني لوضع برامج التكوين في مجال المراقبة الصحية، وتطوير قدرات المختبرات، وتقاسم المعرفة في مجال تشجيع الاستثمار ودراسة الجدوى للإنشاء المحتمل لوكالة التنمية الفلاحية، والدعم التقني لوضع عقود البرنامج والمشاريع والدعم لتوفير الأراضي الزراعية التابعة للدولة. وأكد أخنوش أن هذه الشراكات ستمكن على الخصوص من الرفع من دخل المزارعين بغينيا بيساو وتنظيم أفضل للفلاحين من أجل ضمان تشجيع الاستثمار. وفي إطار ذات الزيارة أشرف الملك محمد السادس، مرفوقا برئيس جمهورية غينيا بيساو جوزي ماريو فاز، اليوم الخميس بالقصر الرئاسي ببيساو، على تسليم تجهيزات لحماية الماشية لغينيا بيساو هبة من المملكة المغربية.