أعلن الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالحكامة، محمد الوفا، عن شروع المغرب في وضْع أُسُس إستراتيجية وطنية لمواجهة المخاطر الطبيعية التي تهدّدُ المغرب، في ظلّ التغيّرات المناخية التي يشهدها العالم، وفي ضوء الكوارث الطبيعية التي شهدها المغرب، خصوصا الفيضانات التي ضربتْ عددا من الأقاليم الجنوبية قبل شهور. وقال الوفا خلال يوم دراسي يُنظمه فريقا حزب الأصالة والمعاصرة بالبرلمان، حول موضوع "أيه إستراتيجية وطنية لمواجهة المخاطر في المغرب"، أنّ خبراء مغاربة يشتغلون بالتعاون مع منظمة التعاون الدولي، لوضع إستراتيجية وطنية لمواجهة المخاطر الطبيعية، والتي ترتكز على أربعة أولويات، وهي الزلازل والفيضانات والحرائق والتصحر. واعترفَ الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالحكامة بغياب التنسيق بيْن القطاعات الوزارية والمؤسساتية المعنيّة بموضوع المخاطر الطبيعية، وتشتّت النقاش حول هذا الموضوع، وعدم طرحه للنقاش إلا في أثناء وقوع الكوارث الطبيعية. وأضاف الوفا أنّ وضْع إستراتيجية فعّالة لمواجهة المخاطر الطبيعية يقتضي، أولا، استحضار وتقييم ما عاشه المغرب من كوارث طبيعية خلال الستين سنة الماضية، مثل زلزال أكادير الذي وقع بداية الستينات من القرن الماضي، وزلزال الحسيمة، وعدد من الكوارث الطبيعية الأخرى التي شهدها المغرب، داعيا إلى تقييم الوضع بشكّل دوري. واستطرد أنّ فلسفة وروح تقييم الآثار، والذي اعتبره ذا أهميّة قصوى، "هو سلوك جديد في المغرب"، لافتا إلى أنّ الكوارث الطبيعية التي يشهدها المغرب، سواء القيضانات، أو حرائق الغابات، أو انجراف التربة، والعواصف الرملية التي تشهدها المناطق الجنوبية للمغرب، تكلّف تكلفة مالية باهظة جدّا، على حدّ تعبيره. وقال الوفا إنّ هناك تراكما للتجربة في مجال التعاطي مع الكوارث الطبيعية إلا أنّه أكد على وجود نقائص وثغرات في التعاطي مع هذا الموضوع، مشيرا إلى أنّ التدخّل العمومي "مشتت"، ويفتقر إلى التنسيق الكبير بين القطاعات الوزارية المعنية. وأكّد الوزير المنتدب على أنّ المغرب بذل "مجهودات حبّارة" لمواجهة المخاطر الطبيعية، إلّا أنّه أشار إلى أنّ ذلك يتمّ "حسب الوسائل المتوفّرة"، وأضاف "ما نكدوبش على الناس، ليست هناك وسائل كثيرة"، واعتبر الوزيرُ أنّ ثمّة حاجة ماسّة إلى خلق إستراتيجية وطنية لمواجهة المخاطر الطبيعية، قائلا يجب أن تكون لدى الدولة إستراتيجية واضحة لمواجهة هذه المخاطر، وألا تقتصر مواجهتها على الكلام".