أسابيع قليلة بعد الجدل الذي أثير حول المنحة المالية التي قدمتها مجموعة المجمع الشريف للفوسفاط لمؤسسة كلنتون الأمريكية، أعلن المجمع أن رئيسه المدير العام مصطفى التراب قد تعهد بدعم أكثر من 100 ألف فلاح صغير بالقارة الإفريقية وذلك على هامش الندوة المنظمة من طرف مبادرة كلينتون العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، التي استضافتها مدينة مراكش. وأعلن التراب أن المجمع الشريف للفوسفاط يعتزم تذليل العقبات والتحديات التي تواجه الفلاحين الأفارقة الصغار، خصوصا فيما يتعلق بصعوبة الحصول على الأسمدة الملائمة لنوعية التربة في كل بلد إفريقي، مضيفا بأن المجموعة تلتزم بتقديم الدعم والخدمات الموازية لاستعمال الأسمدة، "المساعدة على تحسين مردودية إنتاج الفلاحين الصغار والرفع من مداخيلهم" يقول بلاغ للمجموعة. وينص تعهد المجمع الشريف للفوسفاط أكبر منتج للأسمدة في القارة الإفريقية، على أنه سيواكب 100 ألف فلاح ينتمون لست دول بإفريقيا الشرقية والغربية وذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة، من خلال تسهيل عملية حصولهم على الأسمدة وبأسعار تفضيلية، ومنحهم المنتوجات والخدمات "الكفيلة بالرفع من محاصيلهم الزراعية". وتبلغ قيمة التعهد المقدم من طرف المجمع الشريف للفوسفاط حوالي 50 مليون درهم موزعة على ثلاث سنوات، وأكدت المجموعة أن تفعيل هذا البرنامج سيتم بالتنسيق مع الفاعلين الرئيسيين في مجال الفلاحة في كل بلد إفريقي، وذلك "حتى يأخذ النموذج المتبع في كل بلد بعين الاعتبار خصوصياته والسياق المحلي". وبالإضافة إلى التعهد بمساعدة الفلاحين الأفارقة الصغار فقد أعلن المجمع الشريف للفوسفاط أنه كان من بين المبادرين في تمويل مبادرة أخرى ويتعلق الأمر بمبادرة "التعليم من أجل التشغيل" المعلن عنها خلال نفس الندوة. وفيما يشبه الرد على الجدل الذي أثير حول تقديم المجمع الشريف للفوسفاط دعما ماليا لمؤسسة كلنتون التي يشرف عليها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون وزوجته هيلاري المرشحة لمنصب رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد أكد المجمع أنه "يتقسام مع مؤسسة كلنتون قيم الالتزام من أجل تعزيز تنمية شاملة ومستدامة بما في ذلك دعم الفلاحين الأفارقة". وأضاف المجمع أنه دعمه للمؤسسة الأمريكية "يمكن كلا من المجمع الشريف للفوسفاط ومركز المجمع للحكامة والتفكير من ربط شراكات مع العديد من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات ومراكز الدراسات الأمريكية والدولية".