تعالت أخيرا العديد من الأصوات السياسية في موريتانيا للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ومنها مطالبة حزب الإصلاح الموريتاني بضرورة "محاصرة الأنشطة الإيرانية في موريتانيا خصوصا، ودول المغرب العربي بشكل عام". وأبدى الحزب الموريتاني رفضه لفكرة إقامة بلده لعلاقات دبلوماسية مع طهران، "لأنها تسعى إلى نشر التشيع في منطقة شمال إفريقيا"، مضيفا بأن "طهران تحاول أن تجعل من موريتانيا قاعدة خلفية "لاختراق المغرب ونشر التشيع بالمملكة". وقال سيدينا أحمد ولد محمد، رئيس حزب الإصلاح الموريتاني، إن إيران "توظف علاقاتها مع موريتانيا من أجل اختراق المغرب ونشر المذهب الشيعي فيه"، مستطردا بأن "إيران أصبحت تمثل تهديدا جديا لدول شمال إفريقيا" المعروفة بإتباعها المذهب المالكي. التحذيرات التي أطلقها الحزب الموريتاني حول رغبة إيران في نشر المذهب الشيعي بالمغرب، يقابلها تقرير استخباراتي جنوب إفريقي تم تسريبه للعديد من وسائل الإعلام العالمية، يؤكد أن إيران "لا ترغب في نشر المذهب الشيعي في منطقة شمال إفريقيا". التقرير المخابراتي أكد أن إيران لا تقوم بجهد كبير في إفريقيا لنشر مذهبها، لأنها تعلم أن حضور الشيعة في القارة الإفريقية يعتبر ضعيفا مقارنة مع تواجدهم في الشرق الأوسط، وخلص التقرير إلى أن "القارة الإفريقية ليست ضمن أولويات إيران الأمنية". واعتبرت مخابرات جنوب إفريقيا أن التأثير الإيراني في الدول الإفريقية يكاد يكون منعدما في جل الدول الإفريقية، باستثناء الاهتمام الذي توليه طهران لبعض الدول الإفريقية التي تعرف وجود مجموعات شيعية، كما هو الحال بالنسبة للمغرب، وموريتانيا، والسنغال، ونيجيريا.