رغم الحملة غير المسبوقة التي تعرض لها الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الحبيب الشوباني، بسبب خطوبته للوزيرة المنتدبة في التعليم العالي، سمية بنخلدون، إلا أن الحزب "امتنع" على غير عادته عن التضامن مع عضو أمانته العامة. وفي الوقت الذي عبر فيه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، عن تضامنه المطلق مع بنخلدون، بعد اتهامات الأمين العام لحزب الاستقلال لها، فإنه امتنع عن الفعل نفسه مع الوزير الشوباني الذي وجهت له ذات الاتهامات، ومن طرف نفس الأمين العام. مصادر مطلعة اعتبرت عدم تضامن رئيس الحكومة، نوعا من "السخط الصامت" على الوزير الشوباني، والذي قد يعصف بمنصبه الحكومي خلال التعديل المرتقب، وخصوصا في ظل حديث مصادر عن كونه سيتجاوز منصب وزير الشباب والرياضة. ويتذكر الجميع الحروب الكلامية التي خاضها بنكيران، دفاعا عن وزيرين من حزبه ضد ما اعتبرها حملات مغرضة تقاد ضدهما، ويتعلق الأمر بوزير الاتصال، مصطفى الخلفي، في قضية ما يعرف "بفيلا الخلفي" التي اقتناها في حي الهرهورة، بالإضافة للهجوم الذي قاده رجل الأعمال، كريم التازي، في ندوة نظمتها هسبريس. ودافع رئيس الحكومة بشراسة عن وزير العدل والحريات، في معارك عدة ضد القضاة والمحامين وكتاب الضبط، ذهبت حد التأكيد أن "الظروف التي رافقت استوزار الرميد، توضح أنه "فران وقاد بحومة"، لأنه على حد قوله اجتمعت فيه أمور قلما تجتمع في غيره من شجاعة وقوة رأي". وعلاقة بذات الموضوع، خيم موضوع الوزير الشوباني على لقاء فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، ذهبت حد مطالبة رئيس الفريق، عبد الله بوانو، بالتصدي لجميع التصرفات التي يمكن أن تسيء لمسار الحزب، وذلك في إشارة منه إلى الوزير الحبيب الشوباني. ونبه بوانو في كلمة له، اليوم الثلاثاء، إلى ضرورة استحضار معطى تتبع ورصد الجميع لحركات وسكنات أعضاء العدالة والتنمية، داعيا إلى "التحلي بالحزم والصرامة اللازمين في أي موقف أو كلام أو تصريح أو سلوك". وحذر بوانو إلى ضرورة الانتباه كي لا تأتي "التجربة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، من أي أحد من أعضائه"، مضيفا أن "ما يميز الحزب يجعله تحت مجهر خصومه، وخصوصا سلوكاتهم الشخصية التي غالبا ما تكون تحت الأضواء الكاشفة". ويأتي صمت حزب العدالة والتنمية في وقت اختار فيه الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، الدفاع عن خطبة الشوباني للوزيرة بنخلدون، موجها انتقادات بالجملة لمن وصفهم بالحاقدين والحاقدات".