إذَا ما عنَّ للمغربيَّ أنْ يحزمَ حقائبهُ ويسافرَ إلى خارج المملكة، فإنَّ 51 دولةً حول العالم تشرعُ أبوابها أمامهُ، دونْ أنْ تطلب منهُ تأشيرةَ دخُول، في حين تطالبهُ الأخرى المتبقيَة بتأشيراتٍ تتفاوتُ منْ حيثُ تعقد الإجراءات المطلُوبة لنيلها. وبحسب تصنيفٍ جردهُ موقع "ابن بطُّوطة" المختص في السياحة والأسفار، فإنَّ جواز السفر المغربي يحلُّ السَّابع عربيًّا، متقدمًا على جواز السفر الجزائري، الذِي حلَّ في المركز الثامن، متيحًا لصاحبه، السفر إلى 46 دولة حول العالم. ويحلُّ جواز السفر الكويتي الأول على مستوى العالم العربي، بتمكنِ حامله من السفر إلى 77 بلدًا حول العالم دُون الاضطرار إلى استصدَار تاشيرة، متبوعًا بجواز السفر الإماراتِي الذِي يسمحُ بالخرُوج إلى 72 دولة حول العالم، فيما جاء الجوازُ القطريُّ ثالثًا ب71 دولة. وتتصدرُ دول مجلس التعاون الخليجي النفطيَّة الدُّول العربيَّة منْ حيث رفع التأشيرات، في الوقت الذِي تحلُّ أخرى في ذيل التصنيف، مثل العراق، حيث لا يمكنُ للمواطن العراقِي أنْ يسافر دُون تأشيرة إلَا نحو 31 دولة دُون تأشيرة، في المرتبة ما قبل الأخيرة. في المقابل، كان مواطنُو فلندَا والسوِيد وبريطانيا الأكثر حظًّا، بإتاحة جوازات السفر التي يحملُونها المضيِّ إلى 173 بلدًا حول العالم، متبُوعِين في مقامٍ ثانٍ بمواطنِي الدانمارك وألمانيا واللكسمبُورغ وَالولايات المتحدة، الذِين يسافرُون إلى 172 دولة دُون تأشيرة. ويلفتُ التصنيف إلى أنَّ السياسات الاقتصاديَّة للبلدان تنعكسُ على أهميَّة جواز السفر، بحيث تشرعُ أبواب غالبية الدول أمام مواطنِي دول ثريَّة، في الوقت الذِي تُوصد أمام القادمِين منْ دُول ناميَة، خشية اتخاذهَا مدخلًا للهجرة السريَّة. العلاقات الديبلوماسيَّة القائمة بين بلدان العالم تؤثرُ بدورها على جواز السفر وأهميته، حيثُ كثيرًا ما ترخِي الخلافات الثنائية على فرض التأشيرة، في الوقت الذِي تعمدُ دول أخرى إلى التعامل بالمثل مع دُول تفرضُ التأشيرة على مواطنِيها. كما هو الشأن بالنسبة إلى الجزائر التي تفرضُ تأشيرة على الفرنسيين. تبعاتُ "الرَّبيع العربي" الأمنيَّة أثَّرتْ بدورها على جوازات سفر عربيَّة، كما هُو الشأن بالنسبة إلى الجواز السُّوري الذِي صار بين أسوأ عشرة جوازات سفر يمكنُ حملها في العالم، حتى أنَّ المصالحُ القنصليَّة للمغرب في الخارج صارتْ تمنعُ منح تأشيرة للسُّوريين بشكلٍ أوتُوماتيكي.