قال سفير واشنطن بالرباط، ضمن تقرير خاص به سُرب على موقع وِيكِيليكْسْ.. وهو المؤرخ في 22 يوليوز2008 والحامل لعدد 163092، بأنّ الملك محمّد السّادس قد رفض عرضا إسبانيا رام "تقريب وجهات النظر" بين المغرب والجزائر، إذ أورد ذات السفير بأنّ لقاء الملك محمّد السادس برئيس الوزراء ثَابَاتِيرُو، يوم ال11 من يوليوز ذات السنة بوجدة، عرفت "تقدّم رئيس الوزراء الإسباني بعرض محاولة إسهام مدريد في تلطيف الأجواء وتقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر بنيّة إعادة العلاقات بين البلدين لمسارها الصحيح.. وأنّ الملك محمّد السادس قد اعتبر عدم ملائمة الظرفية لتفعيل هذا الاقتراح".. وقدّم السفير اسم يوسف العمراني، المدير العام للاتفاقات الثنائية والعلاقات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية المغربية، كمصدر لهذا المعطى. ونصّ التقرير الاستخباراتي للسفير الأمريكي بالرباط على أنّ اللقاء ذاته بين ثَابَاتيرُو ومحمّد السّادس قد تجنّب الإثارة العلنية لموضوع مدينتي سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما رغم وجود أخبار عن إثارة الموضوع ضمن جلسات التباحث المغلقة التي ضمّت كبار المسؤولين المدبرين لشؤون البلدين، خصوصا وأنّ لقاء وجدة قد تمّ بعد 9 أشهر من زيارة الملك الإسباني خوان كَارلُوس للثغرين المذكورين.. قبل أن يعلّق السفير الأمريكي على هذا المعطى باعتباره "تجنّب المغاربة والإسبان للحديث علنا عن ملف سبتة ومليلية لا يعدّ إلاّ دليلا لحرص البلدين على توطيد علاقتهما القوية أصلا، وأنّ القفز عن ذات الملف جاء بهدف التركيز على التطور السريع للعلاقات الاقتصادية والتدبير الجيّد لملفات الهجرة والأمن ". وصُدّر ذات التقرير بالتطرق لأسباب استقبال الملك محمّد السادس لرئيس الحكومة الإسبَانية ثَابَاتِيرُو بمدينة وجدة، إذ قيل بأنّ كبير المسؤولين الإسبان اعتبر بأنّ مكان اللقاء قريب من "ساحتي إسبانيا" بمدينتي سبتة ومليلية.. في الوقت الذي كان الملك المغربي يراهن على قيام ضيفه بتوجيه الدعوة ضمن كلمته لفتح الحدُود المغربية الجزائرية، إذ سطر السفير الأمريكي: "لقد أكّد مسؤولون مغاربة وآخرون إسبان بأنّ الاستراتيجية التي فعّلها ملك المغرب، باختيار مدينة وجدة كأرض للقاء، تعزى لرغبته في تحدّث كبير مدبري الشأن العام الإسباني لصالح فتح المركز الحدودي المغربي الجزائري الذي لم يكن يبعد سوى 9 أميال عن فضاء الاستقبال الملكي لثَابَاتِرُو".. قبل أن يردف: "لكنّ ثَابَاتِيرُو لم يصدر منه أيّ تعليق رسمي حول إشكال الحدود المغلقة بين البلدين".