حصل الشاعر المغربي محمد بنطلحة على جائزة "فاس العالمية للكتاب"، وهي واحدة من أهم الجوائز الشعرية في العالم العربي. وقد تكونت اللجنة من أسماء نقدية هامة على رأسها الشاعر محمد السرغيني الحاصل على جائزة المغرب في صنف الشعر لسنة 2012، ومن الشاعر رشيد المومني الذي وسم المجال الشعري المغربي على مدى أربعة عقود، بعدة إصدارات شعرية متميزة، وكذا من الناقد بنعيسى بوحمالة، أحد أهم الأسماء في مجال النقد المغربي الحديث. وتمنح الجائزة من طرف اللجنة العلمية لمؤسسة نادي الكتاب، وحسب تقرير لجنة التحكيم فإن هذا القرار يستند إلى المعايير العلمية والجمالية التي دأبت اللجن الدولية المتخصصة على اعتمادها في وضع اللائحة الأولية لأسماء المفكرين والمبدعين المقترحين للجائزة من داخل المغرب وخارجه ، "فمن بين نخبة من الأسماء المنتمية إلى حقول معرفية وإبداعية مختلفة، كان اسم الشاعر المغربي محمد بنطلحة هو الأوفر حظا ،وذلك بالنظر إلى عدة اعتبارات نظرية وشعرية،يمكن إجمالها في الحضور القوي للهاجس التحديثي في تجربته الشعرية المعززة بخبرة معرفية، ورؤية فكرية مسكونة بالمفارقات الكونية،وجماليات لغات شغوفة باستبدال مساكن لغاتها ،بحثا عن المنفلت المدهش والعميق". و معلوم أن حضور محمد بنطلحة في المشهد الشعري المغربي يعود إلى أوائل السبعينيات من القرن الفارط ، حيث ساهم وبكثير من المكابدة والتساؤل القلق،على امتداد هذه السنوات في إغناء مدونة الشعر المغربي. وقد صدر للشاعر الأعمال الشعرية والنقدية التالية: "نَشِيدُ الْبَجَعِ"، "غَيْمَةٌ أَوْ حَجَر"، "سدومُ"، "بعكس الْمَاءِ"، " لَيْتَنِي أَعْمَى"، "قَلِيلاً أَكْثَرُ"، "الجْسْرُ وَالْهَاوِيَةُ (سيرة شعرية)، "قَضِيَّةُ السَّرِقَاتِ الشِّعْرِيَةِ في كتاب "الموازنة للآمدي" (بحث جامعي)، الأَعْمَالُ الشِّعْرِيةُ، "صَفِيرُ فِي تِلْكَ الأَدْرَاجِ"، "أخسر السماء وأربح الأرض"، ويعتبر الشاعر محمد بنطلحة عضو مؤسس لعدة مؤسسات ثقافية مغربية من بينها: " بيت الشعر في المغرب" ( الدارالبيضاء ، 1996)، " رابطة أدباء المغرب" ( الرباط ، 1999). جدير ذكره أن هذه الجائزة تأتي متزامنة مع ما عرفته جائزة المغرب للكتاب لجائزة الشعر لسنة 2015، من حجب لجائزة الشعر. وهي الدورة التي عرفت أيضا سحب الشاعر محمد بنطلحة لديوانه الأخير "أخسر السماء وأربح الأرض" من الجائزة، لأسباب لم يفصح عنها. وقد كان الشاعر محمد بنطلحة الأكثر حظا للفوز بالجائزة هذه السنة. حجب أسال الكثير من المداد، وكشف عن الخلل الكبير الذي يعيشه المجال الثقافي في مجال الجوائز، خاصة بعد تأكيد رئيس جائزة المغرب للكتاب، على تعرض لجنة الشعر ل"ضغوطات خارجية .." وهو ما يطرح السؤال عميقا حول طرق تسيير الشأن الثقافي في المغرب.