كشف مدير مشروع "سويسليكس" التابع للاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين "جيرارد ريل"، النقاب عن أن التسريبات المتعلقة بالحسابات السرية في الوحدة السويسرية التابعة لبنك (HSBC) البريطاني، سربتها السلطات الفرنسية، مضيفاً "نحن نتصرف بحرص، لا نريد أن نتهم أحداً دون الاستناد إلى أساس". وقال ريل، في معرض رده على أسئلة الأناضول، إن التحقيقات بشأن هذه القضية ما زالت مستمرة، مؤكداً أنهم يتصرفون على درجة عالية من الحرص في هذه المسألة. وكشف ريل أن قائمة الحسابات السرية، تضمنت أسماء شخصيات من تركيا، مضيفاً، "نحن نعمل مع وسائل الإعلام فقط، ولن نفصح عن تلك الأسماء بالكامل، وسنعمل مع وسائل إعلام من كل دولة، ولدينا وثائق يمكن نشرها"، بحسب تعبيره. مضيفاً "سنقرر أي البيانات ذات أهمية بالنسبة لبلاد أولئك الصحفيين". وأضاف ريل "نحن صحفيون استقصائيون، لقد بدأنا العمل على هذا المشروع منذ 7 شهور، وحصلنا على المعلومات من مراسلي صحيفة "لو موند" الفرنسية، وهم بدورهم حصلوا عليها من مصادر من السلطات الفرنسية"، بحسب تعبيره. وتدعم المعلومات الادعاءات التي نشرها موقع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، على الانترنت، إن بنك (HSBC) في سويسرا، قدم مساعدة لعملائه، للتهرب من الضريبة، كما اعتمد التحقيق على وثائق سرية سربها خبير في تكنولوجيا المعلومات يدعى "هيرف فالشيانى"، الذى كان يعمل في بنك (HSBC) بجنيف، وتتضمن البيانات أكثر من 100 ألف عميل للبنك فى مختلف أنحاء العالم، وذلك فى نهاية عام 2006 ومطلع عام 2007، وظلت المعلومات التي حصل عليها فالشيانى لسنوات عديدة حكراً على الجهات القضائية فى عدد من الدول. وكشف التحقيق الاستقصائي، أن الوحدة السويسرية التابعة للبنك البريطاني، استقبلت إيداعات لحوالي 100 ألف عميل بقيمة 180 مليار يورو في الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 إلى مارس / آذار 2007، ما سمح لهم بالتهرب من دفع الضرائب عن هذه الأموال، التي أودعت في حسابات سرية. وساهم التحقيق الذى شاركت فيه "لوموند" الفرنسية و"الجارديان" البريطانية و"بى بى سى" و50 وسيلة إعلامية أخرى، وتم بتنسيق من قبل الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، في الكشف عن هذه الفضيحة المالية التي أطلق عليها اسم "سويس ليكس"، متضمنا في ذلك تفاصيل الآلية التي اعتمدها بنك (HSBC) لمساعدة عدد من عملائه على إخفاء أموالهم بشكل غير قانوني. وكشفت الوثائق التي حصلت عليها صحيفة لوموند الفرنسية، أن هذه الحسابات السرية تضمنت أسماء سياسيين عرب، وعدد من المسئولين في تنظيم القاعدة، فضلا عن عدد من مشاهير الرياضة والفن، إلى جانب تجار سلاح، ومهربي نساء في شبكات الدعارة، ومهربين للألماس. وقالت الصحيفة الفرنسية إنه بعد حصولها على البيانات المصرفية المسربة من البنك وضعت هذه المعلومات تحت تصرف "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" في واشنطن، الذى قام بدوره بمشاركتها مع وسائل إعلام دولية أخرى، ليشارك في التحقيق نحو 154 صحفياً من 47 دولة، في خطوة وصفتها لوموند بأنها جاءت لضمان معالجة أكثر شمولا و صرامة لقضية الفساد المالي. من جانبه اعترف بنك (HSBC) البريطاني، بمسؤوليته عن إخفاق الوحدة التابعة له في سويسرا في الالتزام بقواعد الامتثال المصرفية، مشيراً فى بيان نشرته وسائل إعلام غربية، إن الوحدة التي اشتراها عام 1999، أجرت تغييرات جذرية منذ عام 2008 لمنع استخدام خدماتها للتهرب من الضرائب أو لغسيل الأموال، كما أقر البنك أن بعض الأشخاص تمكنوا من الاستفادة من مبدأ سرية الحسابات الذى يوفره البنك لعدم الإعلان عن تلك الحسابات. جدير بالذكر أن بنك (HSBC) البريطاني هو أكبر البنوك البريطانية قاطبة، وثاني أكبر بنوك العالم.