لم تمكث المديرية العامة للأمن الوطني طويلا بعد واقعة تهديد رجل شرطة، قبل يومين، لوضع حد لحياته بسبب ما قال إنه ظلم طاله من طرف رؤسائه، وذلك أمام وفد أمني رسمي بالدارالبيضاء، حيث بادرت إلى توقيفه مؤقتا عن العمل، وإحالته على المجلس التأديبي. وأفاد مصدر أمني، اليوم، أنه بسبب قيام الشرطي بالاحتجاج أمم الوفد الرسمي الذي كان بصدد تدشين المقر الجديد للمنطقة الإقليمية للأمن بمولاي رشيد، قامت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني بإيقاف المعني بالأمر مؤقتا عن العمل، في انتظار عرضه على المجلس التأديبي. ووصف المصدر الأمني أن "التصرف الذي صدر عن الشرطي المحتج يفتقر إلى الاحترام، ومخالف لأبسط الضوابط المهنية، من قبيل واجبي التحفظ والتجرد الوظيفي"، في إشارة إلى طريقة احتجاجه بالتهديد بالانتحار رفقة أسرته، وإفشاء سبب خطوته أمام الجميع. وشدد المصدر ذاته بأنه "كان يفترض في الشرطي رفع تظلماته الإدارية، إن وُجدت، عبر السلم الإداري، والقنوات المديرية الموضوعة رهن إشارة موظفي الشرطة لهذا الغرض"، لافتا إلى أن "المصالح الأمنية المختصة بصدد فتح بحث في شأن تهديدات الشرطي بالانتحار". وكان شرطي قد فاجأ بخطوته تلك، الاثنين الماضي، وفدا رفيع المستوى مكونا من والي جهة الدارالبيضاء، خالد سفير، ووالي أمن المدينة، عبد اللطيف مؤدب، وعبد الإله السعيد، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالمدينة، ومسؤولين أمنيين وترابيين. وظهرت ملامح الغضب والتأثر بادية على محيا رجل أمن بلباس مدني استوقف الوفد الرسمي، وحاول أن يبسط أمامهم مظلمته وشكايته بالتهديد بأنه سيقدم على الانتحار رفقة أبنائه، لكن العميد الإقليمي، عبد الإله السعيد، عمد على ثنيه عن الاحتجاج بتلك الطريقة. واستمر الشرطي في عرض مشكلته، وهو في حالة من الارتباك والسخط والرغبة في البكاء، حيث شوهد وهو يصيح أمام والي أمن الدارالبيضاء بالقول "راني مظلوم ما درت والو، غادي انتحر،غادي نموت مع وليداتي، ظلموني.. هوما عندهم الحرب بيناتهم"، في إشارة إلى تصفية حسابات بين رؤسائه في العمل.