يعقد حزب العدالة والتنمية دورة عادية لمجلسه الوطني عن سنة 2014، يومي السبت والأحد 10 و11 يناير 2014، بمدينة سلا، بعد تأجيل استمر حوالي 20 يوما بسبب وفاة نائب الأمين العام للحزب ووزير الدولة عبد الله بها. مناسبة لتقييم الأداء السياسي والتنظيمي وحسب قيادات حزب المصباح، فإن دورة المجلس الوطني، التي اختير لها اسم دورة عبد الله بها، ستكون مناسبة لتقييم أداء الحزب خلال السنة الماضية، سواء على المستوى السياسي أو التنظيمي، وتقييم مستويات تنزيل البرنامج السنوي الذي صادق عليه المجلس في دورته للسنة الماضية. ويتضمن برنامج الدورة الجديدة للمجلس الوطني للعدالة والتنمية، الذي يُعتبر بمثابة برلمان الحزب، مناقشة للتقرير السياسي بعد أن يلقيه الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، في الجلسة الافتتاحية التي ستنطلق في حدود الساعة الحادية عشرة من صباح السبت 9 يناير، ثم خمسة جلسات عامة، يتداول خلال كل جلسة أعضاء المجلس في مالية الحزب وأداء الأمانة العامة والأمين العام، ويصادقون على مشروع برنامج الحزب وماليته لسنة 2015. كما تُخصص جلسة عامة لانتخاب رؤساء لجان المجلس الوطني، واستكمال هيأة التحكيم الوطنية، والمصادقة على تعديلات ستهم النظام الداخلي واللائحة الداخلية للحزب، وذلك وفقا لما كشف عنه قيادي في حزب العدالة والتنمية. الانتخابات محور النقاش وكان سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، قد أكد أن الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2015، ستستأثر بالنقاش خلال الدورة الحالية، وذلك بعد أن كانت مختلف لجان المجلس (الشؤون السياسية والسياسات العمومية والشؤون التنظيمية والمالية والأنظمة والمساطر)، قد عقدت لقاءات مشتركة قبل أسبوعين، أعدت فيها الأوراق التي ستعرض على أنظار المجلس. وأوضح العثماني أن من الطبيعي أن يسيطر النقاش حول الانتخابات، سواء من الناحية السياسية أو من الناحية التنظيمية الداخلية، مشيرا إلى أن مسطرة اختيار مشرحي الحزي ستأخذ قسطا من النقاش، كما أخذته خلال انعقاد اللجان المشتركة، "وهذا طبيعي" حسب العثماني لأن الضرورة والسياسي يفرضان ذلك. كلمة بنكيران: الحكومة نجحت وحسب قيادي في الحزب نفسه، فإن كلمة الأمين العام عبد الإله بنكيران، في الجلسة الافتتاحية، ستكون من الفقرات المهمة في المجلس الوطني، نظرا لما قال عنه المتحدث انتظار الكثيرين لتقييم الحزب للفترة السابقة ونظرته إلى مجريات الأمور، سواء على المستوى الحكومي والذي لن يخرج عن التنويه والتثمين، أو على المستوى السياسي والحزبي والذي ينظر إليه العدالة والتنمية بكثير من التوجس خاصة مع المواقف "الغريبة" لأحزاب المعارضة وتوجهها نحو ملفات لن تفيد في تطور العمل الحزبي بالمغرب، مما يكرس العزوف عن السياسية على حد تعبير المتحدث نفسه. المصدر الحزبي قال أيضا إن الاستحقاقات المقبلة، ستكون حاضرة في كلمة عبد الإله بنكيران، وسيكشف فيها عن جوانب مما يعتبره الحزب أساسيات على طريق إنجاح هذه الاستحقاقات، إلا أن الجانب الأكبر من الكلمة وفق القيادي الحزبي سيخصصه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى التذكير بعدد من منجزات الحكومة، والتي يعتبرها الحزب ناجحة وحققت ما هو مطلوب منها على الاقل خلال هذه المرحلة. رسائل إلى الداخل والخارج ويظهر أن حزب العدالة والتنمية، يعوّل على الدورة العادية لمجلس الوطني من أجل بعث الكثير من الرسائل إلى عموم أعضائه وكذا إلى حلفائه وخصومه، أشهرا فقط على انطلاق المسلسل الانتخابي، والتي سيتوج بانتخاب مستشارين برلمانيين جدد وفق مقتضيات دستور 2011. جدير بالذكر أن المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، هو اعلى هيأة تقريرية في الحزب حسب نظامه الأساسي، وله اختصاصات واسعة من بينها اتخاذ قرار المشاركة في الحكومة أو الخروج منها، والمصادقة على النظام الداخلي للحزب، واعتماد مساطر اختيار مرشحي الحزب لمختلف الاستحقاقات والمصادقة على البرنامج السنوي، وكذا إعفاء رئيس المجلس الوطني أو الأمين العام أو عضو في الأمانة العامة أو العامة العامة بأكملها.