بحضور 200 شابّة وشابّ، من مختلف مناطق المغرب، انطلقت يوم الخميس بمدينة الداخلة، فعاليات الملتقى الثاني لمنتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، والذي يندرج في إطار الجامعة المفتوحة للداخلة، تحت عنوان "تنمية الأقاليم الجنوبية، الموقع الحالي والدور المستقبلي للرأسمال غير المادي". إدريس الكراوي، منسّق اللجنة المنظمة للملتقى، الذي يُقام بشراكة بين منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة وجمعية الدراسات والأبحاث للتنمية، قال في الكلمة الافتتاحية إنّ اختيار موضوع تنمية الأقاليم الجنوبية يأتي في سياق التطورات التي تعرفها قضية الوحدة الترابية للمغرب، معتبرا أن الموضوع "يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للمسار التنموي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية". وأضاف الكراوي أنّ قضية الوحدة الترابية ستعرف تطورات عميقة على أكثر من صعيد "وهو ما يتتطلب من الشباب المغربي يقظة وتعبئة والتزاما وتجندا جماعيا ليكون في مستوى التحديات التي تنتظر المغرب في هذا الصدد". وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي، اعتبر، في كلمة له بالمناسبة، الرأسمال اللّا مادّي "إشكالية كبيرة لم يستفد منها المغرب كعنصر أساسي للتنمية الاجتماعية". وتحدّث الداودي عن الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي، قائلا إنّ المغرب يتميّز باستقرار أفرزته التعددية التي سادتْ فيه منذ الاستقلال، والالتفاف حول المؤسسة الملكية. من جانبه قال إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إنّ تحقيق التنمية يرتبط بعدد من الشروط الأساسية، منها صيانة كرامة الإنسان وتأهيل حقوقه الأساسية، وإيلاء الأهمّية الكبرى للإشكالية الثقافية والنهوض بها، ومنها الثقافة الحسانية. فضلا عن ذلك -يُردف اليزمي- يستدعي تحقيق التنمية مركزيّة قضية المساواة والمناصفة، داعيا إلى اتخاذ نموذج الأقاليم الصحراوية في إعطاء المرأة مكانتها، نموذجا يحتذى على الصعيد الوطني. أمّا الأساس الرابع الذي قال اليزمي ألّا بدّ منه لتحقيق التنمية، فيتعلق بمركزية قضية الشباب، التي اعتبرها إشكالية لا زالت تنتظر الجواب المركزي والمنسجم، لكونها ليست قضية قطاع وزاري، بل لا بد من اعتماد مقاربة تشاركية لمعالجتها". وقال فليب كليرك، رئيس الجمعية الدولية الفرنكفونية للذكاء الاقتصادي، إنّ الجامعة المفتوحة للداخلة، تعتبر قناة للحوار بين المغرب وإفريقيا من جهة، وبين أوربا وباقي بلدان العالم من جهة أخرى، وتابع "نحن في الجمعية الفرنكفونية نتابع عن قرب ما تقومون به في مدينة الداخلة من أجل إرساء النموذج التنموي في المغرب، ونحن معجبون بالنموذج المتبع، وبطريقة إشراك المجتمع المدني في النموذج التنموي بالمنطقة". من جهته ذكر رئيس منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة محمد فهد الباش، إنّ المفهوم الجديد للرأسمال غير المادي يطرح نفسه ويدعو إلى شرحه وتكوين فكرة واضحة حوله، وتحديد الواجهات التي يجب الاشتغال عليها، وتسخير الإمكانات لتحقيق تنمية مستدامة، وأضاف أنّ الشباب المغربي واعٍ بالتحولات العميقة التي يشهدها المغرب. وسيتمخّض عن أشغال المنتدى الثاني لمنتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، حسب منسق اللجنة المنظمة، إدريس الكراوي، تقرير سيتم إدراجه ضمن النقاش الوطني حول الرأسمال غير المادّي ودوره في إنتاج الثروة، وأضاف "هذا تحدٍّ ورهان يجب أن نرفعه حتى تساهم الجامعة في الحوار الوطني بهذا الخصوص".