عشرات الاتفاقيات واللقاءات نظمها العارضون المغاربة ضمن مشاركتهم في المعرض التجاري الدولي للخضار والفواكه في الشرق الأوسط بدبي مع نظرائهم الخليجيين، بهدف "الانفتاح على السوق الخليجية التي تعتبر مغرية لهم، نظرا للفرص الكبيرة التي توفرها". ويرى الفلاحون المغاربة، الذين التقتهم هسبريس على هامش المعرض، أن السوق الخليجية وما توفره من فرص للاستثمار الفلاحي، تجعل منها منافسا حقيقيا للأسواق التقليدية التي يتعامل معها المغرب في تصدير منتجاته الفلاحية وخصوصا الأوربية. منتجات مغربية موجهة لأوربا وتوضح المعطيات الرسمية، التي قدمتها وزارة الفلاحة على هامش المعرض، أن الصادرات المغربية من منتجات الأغذية الزراعية الطازجة مركزة بشدة على السوق الأوروبية، التي استحوذت على ما يقارب 63 في المائة من قيمة هذه الصادرات، تليها روسيا بنسبة 29 في المائة. وحسب البلدان، تعد فرنسا الوجهة الأولى باستحواذها على ما يقارب 32,5 في المائة من الصادرات، تليها روسيا بنسبة 29 في المائة، ثم اسبانيا 10 في المائة، وهولندا بنسبة 7,5 في المائة. مدير التنمية في المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، نجيب العزوزي، أكد أنه لا يمكن الاكتفاء بالسوق التقليدية فقط في تصدير المنتجات الفلاحية، مسجلا أن السوق الخليجية واعدة بالنسبة للمغرب، نظرا للحجم الكبير من المعاملات التي تحققه. وقال العزوزي لهسبريس، "إن هذا لن يعني الاستغناء على الأسواق التقليدية، لكن المغرب أصبح يبحث عن أسواق جديدة، وفي مقدمتها السوق الخليجي والإفريقي بصفة خاصة"، معتبرا أن "مشاركة المغرب في معرض دبي تسلط الضوء على جودة المنتجات الفلاحية المغربية، والانفتاح على السوق الخليجية". اهتمام المغرب بهذه الأسواق الجديدة يبرز في الفرص التي تقدمها الأسواق النامية للصادرات المغربية من منتجات الأغذية الزراعية الطازجة، خاصة في دول الخليج وإفريقيا، وهو ما حاولت المملكة تنزيله من خلال إنشاء خط مباشر يربط بين مدينتي طنجة وجدّة السعودية مخصص للصادرات برسم سنة 2013-2014 ، وذلك قصد تسهيل وصول المنتجات الزراعية المغربية إلى السوق الخليجية. السوق الإماراتية في قلب اهتمام المغرب ويركز المغرب على دولة الإمارات العربية المتحدة في إستراتيجيته التسويقية، نظرا لكونها سوقا كبيرة لاستيراد منتجات الأغذية الفلاحية، حيث بلغت قيمة وارداتها 15 مليار دولار أمريكي خلال سنة 2013، وتعد البلاد ثاني أكبر مستورد لمنتجات الأغذية الفلاحية في منطقة الخليج بحصة بلغت 35 في المائة خلال سنة 2013. وفي هذا السياق بلغ إجمالي حجم الصادرات المغربية نحو هذه الوجهة 2797 طنا خلال سنة 2013، أي ما يعادل ارتفاعا بنسبة 103 في المائة مقارنة مع سنة 2011. وتشير ذات المعطيات أن قيمة الصادرات بلغت من الفواكه والخضر إلى السوق الإماراتية 3,6 مليون دولار أمريكي خلال سنة 2013، أي ما يعادل نسبة نمو بلغت 106 في المائة مقارنة مع سنة 2011، و260 في المائة مقارنة مع سنة 2012. ومن المنتجات الرئيسية المصدرة هناك الحوامض بحوالي 570 طنا خلال سنة 2013، أي ما يعادل 22 في المائة من إجمالي حجم صادرات المغرب نحو هذه الوجهة، والزيتون المعلب بحوالي 298 طنا خلال سنة 2013، أي ما يعادل 12 في المائة. وهناك منتجات الأعشاب ب 280 طنا خلال سنة 2013، أي ما يعادل 11 في المائة)، والبصل ب 260 طنا خلال سنة 2013، أي ما يعادل 10 في المائة، أما فيما يخص منتجات الصيد البحري، فقد بلغ حجم الصادرات 462 طنا خلال سنة 2013.