بعد تأجيل الإعلان عن إطلاق الجيل الرابع من الانترنت 4G في المغرب عدة مرات، أعلن عز الدين المنتصر بالله، المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT)، عن قرب إطلاق الانترنت 4G بالمغرب في غضون بضع أسابيع. وتعهد المنتصر بالله بإطلاق الانترنت قبل نهاية العام الجاري، "وهذا تاريخ نهائي لن يتم تغييره"، وذلك في حوار مع هسبريس على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية خريجي مدرسة "تلكوم باريس تيك"، حول "الاقتصاد الرقمي في المغرب في أفق 2020"، ليضع بذلك حدا لتأخير استمر عدة أشهر. منطق الاستماع وفسر المنتصر بالله هذا التأخير بكون الوكالة التي تعتبر دركي قطاع الاتصالات في المغرب "لا تشتغل بمنطق أنا أعطي الأوامر، وعلى الشركات أن تنفذ، وإنما نحن نشتغل بمنطق الاستماع لجميع الفاعلين قبل اتخاذ أي قرار". ولفت إلى أن "الوكالة انكبت خلال هذه المدة على التحضير لإنجاح الجيل الرابع من الانترنت"، مشيرا إلى أنه "من بين الوسائل المهمة لإنجاح الجيل ال 4G في المغرب تقاسم البنيات التحتية بين الفاعلين في قطاع الاتصالات". وتابع المنتصر بالله بالقول"قمنا خلال هذه السنة بعمل مهم، واتخذنا مجموعة من القرارات لتقاسم البنيات التحتية بين الفاعلين في قطاع الاتصالات، لأنه لا يكفي أن نعلن عن إطلاق الانترنت 4G، ولكن يجب أن نوفر جميع الظروف لنجاحها". وعبر المنتصر بالله عن ثقته بأن الإقبال "سيكون كبيرا من طرف المواطنين على انترنت 4G"، مضيفا بأن "ما جعله يصل إلى هذه القناعة هو أنه بحكم إشرافه على قطاع الاتصالات في المغرب، أصبح يرى أن الولوج إلى الانترنت صار من ضروريات الحياة". "وانطلاقا من هذه الوضعية الجديدة، فإن النقاش يجب أن ينصب على كيفية مساعدة المواطنين على أن يستفيدوا بشكل كبير من الولوج إلى الانترنت، أما إقبال المواطنين على 4G فيعتبر مسألة بديهية لأننا أصبحنا نتوفر على سوق فيها 43 مليون خط هاتفي"، يورد المنتصر بالله. تحكيم ال ANRT وأكد المسؤول أنه لا يمكن أن يكون هناك توافق بين الفاعلين في قطاع الاتصالات حول الانترنت 4G، "لأن لكل شركة رؤيتها للمسألة، ودورنا هو أن نستمع لجميع الاقتراحات، ثم نأخذ القرار المناسب، لأنه يستحيل أن يكون إجماع بحكم التعارض بين المصالح". وأفاد المتحدث بأن دور ال ANRT تحكيمي في حال وقوع خلاف بين الفاعلين في قطاع الاتصالات، "ونحن لا نقوم بالتحكيم بطريقة عشوائية، وإنما نستمع للجميع، ونقرب بين وجهات النظر، وحتى في حال اتخذنا قرارا خاطئا، فإننا نتوفر على الشجاعة لتصحيحه". وقدم المنتصر بالله توضيحات حول الصراع الذي كان قائما بين الفاعلين في مجال الاتصالات حول تقاسم البنيات التحتية، عوض أن يكون لكل فاعل أجهزته الخاصة به، "حيث قررت الANRT أن يتقاسم الفاعلون في الاتصالات البنيات التحتية مثل بقية دول العالم". ويشرح "بعد مرور 15 سنة من المنافسة بين الفاعلين في قطاع الاتصالات، وكل شركة تتوفر على بنياتها التحتية المستقلة، أصبح هذا الحل مكلفا، وهو ما يفسر تراجع مداخيل شركات الاتصالات، "لذلك يجب تقاسم نفقات الاستثمار في البنيات التحتية بين شركات الاتصالات". وشدد المنتصر بالله على أن "هذا القرار يصب في مصلحة المواطن، لأنه من الأفضل توحيد الشركات الثلاث في لاقط واحد للشبكة، على أن تكون هناك عدة أعمدة لاقطة، وكل واحد منها تابع لشركة معينة" وفق تعبيره. الاستثمار في البنيات التحتية "الاستثمار في البنيات التحتية سيكون إجباريا بالنسبة لجميع الشركات"، يقول المنتصر في الله في رده على سؤال بخصوص أن بعض الشركات أكدت أن شركة اتصالات المغرب هي المخولة بالقيام بهذه الاستثمارات، لكونها الفاعل التاريخي للاتصالات في المغرب". وأورد المنتصر بالله أنه "بموجب القانون سيتم تقاسم الاستثمارات والبنيات التحتية بين جميع الفاعلين، إذ أظهرت جميع الشركات قدرتها الكبيرة على الاستثمار، ذلك أن هذه الشركات تستثمر حوالي 6 مليارات درهم، وهو مبلغ ضخم". وشدد المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات على "أننا لم نعد في مرحلة يأتي فيها فاعل جديد لا يريد أن يستثمر، ويرغب في استعمال استثمارات الفاعلين الآخرين، واصفا هذا الأمر بغير المقبول". ونفى المنتصر بالله أن تكون لدى السلطات أي مشكل مع إطلاق الانترنت 4G، وأن كل ما في الموضوع أنه كانت لديها رؤية معينة، "ولهذا قررنا تأجيل إطلاق الانترنت 4G حتى نقرب بين تصورات جميع الشركات والسلطات لإطلاق الجيل الرابع من الانترنت".