يبدو أن الصورة التي لا زال يحملها بعض المصريّين على المغرب والمغاربة لم تتخلّص بعد من نمطيتها رغم الدروس التي لقنتها الدبلوماسية المصرية للمنشطة التلفزية أماني الخياط، بعدما ربطت الأخيرة تقدم المغرب الاقتصادي ب"الدعارة"، ليطفح الكيل بتصريح جديد بطله الممثل المصري المعروف يوسف شعبان الذي قال إنّ المغاربة "غالبيتهم يهود" و"ينتحلون صفة الإسلام لمصالح معنيّة". الخرجة الجديدة للمثل المصري، والتي ينتظر أن تثير جدلا وغلياناً لا يختلف عن سابقه مع الخياط التي طردت من قناة "أون تي في"، سجلت بالمباشر قبل أشهر على قناة "صدى البلد"، لمالكها محمد أبو العينين، رجل الأعمال المصري المعروف وأحد قادة الحزب الوطني المنحل المقرب من الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي سبق اتهامه من طرف القضاء المصري بتورطه في أحداث "موقعة الجمل" خلال ثورة 25 يناير 2011. وقال شعبان، خلال برنامج "البلد اليوم" التي قدمته المذيعة رولا خرسا على الهواء مباشرة، يوم 16 أبريل الماضي، إن في المغرب "تجد من بين 10 مغاربة ثمانية يهود"، مبررا ادعاءه ذلك بأن الديانة اليهودية تبيح أن ينتحل الشخص "اليهودي الأصل" ديانة أخرى ويظهر كمسلم "خدمةً لمصالح اليهود وأهدافهم". ادعاءات شعبان، الذي ظهر طيلة الحلقة في حالة "سكر" متثاقلا في كلامه لدرجة أنه لم يتمكن من إقفال هاتفه الذي ظل يرن على الهواء مباشرة، جاءت بعد سؤال مقدمة البرنامج عن الشخصية "الإخوانية" التي تستحق أن تجسد في عمل فني مصري، ليجيب يوسف شعبان، حين حديثه، في الدقيقة 57 والثانية 40 من عمر البرنامج، عن مؤسس الجماعة بالقول "أنا لا أعرف حسن البنا إلا أنه كان متواجدا في المغرب.. ثم جاء إلى القاهرة". وتابع شعبان، الذي سبق تكريمه صيف العام الماضي رفقة الممثلة فيفي عبده في مهرجان الدارالبيضاء للأفلام الوثائقية والقصيرة، حديثه عن مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، الذي قال إنه لا يعرفه، بادعاء أن البنا توجه من المغرب بداية إلى مدينة الاسماعيلية قبل القاهرة، لأن الاحتلال الفرنسي والانجليزي كانا يدعمان "الجماعة"، حيث كانت "تساعد الجماعة في تكوينات لتشكيل عصابات ومافيا"، على حد زعمه. في سياق متصل بذلك، صرح الممثل الذي يبلغ من العمر 83 عاماً، بأنه لم يعترف بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي "لأنه جاء في فترة كان الشعب المصري مغمى عليه"، مشيرا إلى أن "الإخوان" يحتاجون الى دراسة شخصياتهم بمستشفى للأمراض العقلية، "عوض تجسيد تجربتهم في مسلسل أو فيلم". خرجة "شعبان" الجديدة تجاه المغرب والمغاربة، تعد الثالثة من نوعها خلال أشهر خلَت، بعد الضجة التي أثارتها المغنية المصرية المعروفة شيرين عبد الوهاب، التي انسحبت أواخر شهر غشت من العام الماضي، من منصة "ساحة الولاية" بتطوان، في إطار مهرجان "أصوات نسائية"، بعد غضب عارم من الجمهور الحاشد أعقب رفعها لعبارة "يحيا السيسي". وفي منتصف يوليوز الماضي، أطلت المذيعة أماني الخياط، في برنامج صباحي بقناة "أون تي في"، لتكيل للمغاربة تُهماً جارحة تهم علاقتهم بالدعارة ودخول الملك محمد السادس في صفقة مع الإسلاميين؛ وهي التصريحات التي أدخلت العلاقات المغربية المصرية في توتر غير مسبوق، واضطرت معها القاهرة إلى الاعتذار الرسمي، بالموازاة مع اعتذار القناة المصرية وطرد الخياط بعد تقديمها خطاب "اعتذار" هي الأخرى مباشرة على الهواء.