أعلن القضاء الواقف عن فتحه لتحقيق دقيق ومعمق في المواجهات التي نشبت بحي العرفان ومنطقة بوخالف بطنجة، وذلك بين بعض الشباب من سُكان الحي ومُرشحين للهجرة السرية ينحدرون من دول بجنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، وجاء تحرك النيابة العامّة بعد مقتل شخص سينغالي الجنسية وإصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة من طرفي الصدام الحاد. بلاغ موقع من لدن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة قال إن الشرطة القضائية الولائية قد تمكنت من إيقاف بعض المشتبه بهم خلال مشاركتهم وتورطهم في تلك الأحداث، إذ سيحالون على النيابة العامة فور انتهاء البحث، وذلك لاتخاذ القرار المناسب بخصوصهم. من جهة أخرى أعلنت ولاية الأمن بطنجة أن سبب المواجهات مرده إلى "خلاف نشب بين فرد يقطن بحي العرفان، بمنطقة بوخالف، وآخر ينتمي لمجموعة مرشحِّين للهجرة السرية، حيث جرى خلال تلك المواجهات التراشق بالحجارة بين أفراد المجموعتين، قبل أن تتمكن عناصر الأمن من اعتقال 9 منهما". وكانت شرارة الأحداث الدامية قد انطلقت على إثر مشاداة كلامية بين مواطنين مغاربة، بحي العرفان، ومهاجرين يحملون جنسيات إفريقية مختلفة.. حيث احتج أبناء الحي على بعض الممارسات الصادرة عن بعض الجنوب صحراويين، خاصة ما رأوا أنه غير مناسب من استغلال شقق يكترونها لتعاطي الدعارة وتناول الخمور والمخدرات. الاحتجاج سرعان ما تحول إلى مواجهات بدنية، استخدمت فيها الحجارة والأسلحة البيضاء، لتسفر عن مقتل شاب من جنسية سينغالية، فيما تم تداول شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعية لذات القتيل وهو وسط دمائه الناجمة عن عملية ذبح. وكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، قالت إن "مغاربة هم من قاموا بالهجوم على المهاجرين الأفارقة"، وأفادت ضمن نفس الرواية للوقائع أن ذلك تسبب في تحويل المنطقة إلى ساحة دامية للمعركة قبل تدخل قوات الأمن التي اعتقلت 9 من المشتبه بهم، فيما جرى نقل الجرحى إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس.