مُحاولات حثيثة تبذلها إسبانيا هذه الأيام لِطَيّ صفحة حادث إيقاف عناصرٍ من حرسها المدنِي، في السابع من غشت الجاري، ليخت الملك محمد السادس في مياه سبتة المحتلى؛ ما دفع وزير الداخلية الإسباني، خورخي فيرنانديز دياز، إلى عقد لقاء، وُصِف بالودي، جمعه يوم الأربعاء الماضي، مع نظيره المغربي، محمد حصاد بتطوان. الوزير دياز، قال، خلال ندوة صحفية نظمت الجمعة عقب اجتماع لمجلس الوزراء الإسباني، إن لقاءه بحصاد كانت نتائجه مثمرة، مشددا على أن علاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا "ممتازة"، فيما أشار إلى أن الحفاظ على تلك العلاقات "قضية مهمة بالنسبة لإسبانيا". من جهة أخرى، ذكر الوزير الإسباني بأن الاجتماع مع نظيره المغربي كان مناسبة لإثارة العديد من القضايا المشتركة، أبرزها قضايا مكافحة "الإرهاب" و"تهريب المخدرات"، وكذا الهجرة السرية، حيث كشف فيرناديز دياز أن الرباط ومدريد تدبران هذه القضية في "مناخ من الثقة" و"الاحترام المتبادل والتعاون المكثف". كما أشاد المسؤول الإسباني بتعاون السلطات المغربية في الحدّ من عبور المئات من المهاجرين بشكل غير شرعي إلى التراب الإسباني، فيما وصف هذا التعاون، في باقي المجالات المشركة، ب"الجيد"، على اعتبار أن المغرب يقيم روابط شراكة "ممتازة" مع الاتحاد الأوروبي، وفق تعبيره. وكانت صحيفة "إلموندُو" الإسبانية، قد كشفت، مطلع الأسبوع الجاري، أن الملك المغربي تعرض لإيقاف من طرف دورية للحرس المدني الإسباني، وهو على متن "زورق سريع" له، حين مروره بمياه مدينة سبتةالمحتلة، في السابع من غشت الجاري. وبغرض طَمر الحادث حتى لا يتطور إلى أزمة ديبلوماسيّة بين البلدين، قام وزير الداخليَّة الإسباني، حينها بالاتصال بنظيره المغربي، من أجل تصحيح الخطأ، فيما تمكن قائد الحرس المدني الإسباني في المنطقة، أندريز لوبيز، من الحضور إلى عين المكان، حيث قدم اعتذاره أمام محمد السادس. من جهته، خرج رئيس حكومة سبتةالمحتلة، خوان بيباس، ليصف توقيف خفَر السواحل التابع للحرس المدني لزورق العاهل المغربي ب"الإجراء الطبيعي"، على أن الحراس "أدوا فقط وظيفتهم"، منتقدا في الوقت ذاته الطريقة التي جرى بها تناول الخبر من طرف الصحافة الإسبانية، من تهويل قد يؤثر على بلدين "تجمعهما شراكة جيدة واستثنائية"، وفق تعبيره.