أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن ماء زمزم، تلك المرويات التراثية التي تخبر عن فضل هذا الماء وتأثيره الإيجابي، وأشهر هذه المرويات ذلك الحديث المختلف في ثبوته : "ماء زمزم لما شرب له" ، فمن علماء الحديث من ضعفه ومنهم من حسنه، ومنهم من رفعه إلى درجة الصحة مبالغة في التقديس، إلا أن أقوى هذه الآراء الأول، ذلك أن سند الحديث فيه ضعف، والسبب عبد الله بن المؤمَّل الذي تفرد بروايته والمعروف بضعفه عند المحدثين وعلماء الرجال. لقد ساهم هذا الحديث الضعيف في إحاطة ماء زمزم بالقدسية والخارقية، وذلك إلى جانب روايات أخرى تحدثت عن بَركة هذا الماء وقدرته على شفاء الأسقام، فضلا عن رواية ميثية شهيرة لا يخلو منها مصنف في السيرة، ورد فيها ذكر ماء زمزم وهي القصة المعروفة بحادثة "شق الصدر" -والتي تصنف على أنها من معجزات الرسول- تحكي القصة أن جبريل استخرج قلب النبي وهو في مرحلة الصبا وغسله بماء زمزم، ولا يخفى ما في عملية الغسل هذه من دلالات عميقة لها تأثيرها على العقل المسلم. فانطلاقا من هذه الأخبار والقصص تمت المبالغة في تقديس هذا الماء على مر التاريخ، فصارت تلك البئر قبلة للاستشفاء من مختلف الأمراض عضوية كانت أم نفسية، ونتج عن هذا التقديس ظهور بعض الممارسات كرش الميت أو تبليل الكفن بمائها، وصار من الضروري أن يقصد كل حاج ومعتمر هذه البئر معافى كان أم سقيما للشرب والدعاء، "فماء زمزم لما شرب له" وهو خبر الصادق المصدوق! أُخذ هذا الخبر على ضعفه البيّن، ولذلك فقد روي عن بعض العلماء أنهم شربوا من زمزم لأغراض علمية وكانوا من المشهود لهم بالعلم، فقد شربه الحاكم بنية الإحسان في التصنيف، وشربه العسقلاني بنية أن يكون كالذهبي في المعرفة بالرجال. وكان ذلك التقديس الذي أحيطت به تلك البئر التي عدت عينا من الجنة، فرصة سانحة للانتهازيين الذين امتهنوا التجارة في مائها، خصوصا في بعض الدول الأوروبية المعروفة بتواجد نسب مهمة من المسلمين، وكانت أيضا فرصة للمحتالين الذين باعوا مياه عادية على أنها من بئر زمزم المقدس، فيما امتهن بعضهم العلاج بها. لم يقتصر الاهتمام بهذا الماء المقدس على المعالجين الشعبيين الذين يقصدهم الناس للاستشفاء بالرقية وما إلى ذلك من الوسائل البدائية، بل حاز كذلك على اهتمام أهل الاعجاز العلمي وبعض الباحثين الذين يتكلمون عن فوائده وتميز تركيبه من خلال وسائل الإعلام، فمنذ فترة أصبح الأثير يعج بالأصوات المدندنة حول الطب النبوي وفوائد العلاج بالقرآن والعسل وحبة البركة، وغير ذلك مما ذُكر في التراث الديني والتاريخي الذي يضم كل شاردة وواردة، إضافة إلى عناصر أخرى اقتبسوها من ثقافات الشرق الأقصى كالعلاج بالألوان والأحجار الكريمة والأشكال الهندسية وغيرها من أساليب التداوي في الطب الشرقي القديم، ويقدم هؤلاء أنفسهم على أنهم باحثون وخبراء ودكاترة، فضلا عن أنهم يكثرون من سوق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وهو ما يجذب إليهم شريحة كبيرة من الناس الرازحين تحت الآلام الجسدية والنفسية الباحثين عن الشفاء أيا كان السبيل إليه. في الآونة الأخيرة نجم بعض الأفراد على مستوى وسائل الإعلام العربي خاصة الفضائيات التلفزية، يرددون مصطلحات غريبة عن معهود المشاهد، كمصطلح "العلاج بالطاقة" أو "علم الطاقة" ويعرض هؤلاء الأشخاص الذين يسمون أنفسهم : "معالجين بالطاقة أو مدربين" هذا الفن في قالب علمي، بمعنى أنهم يستخدمون مصطلحات ومفاهيم مأخوذة من العلوم الكلاسيكية المعروفة كالفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها، الشيء الذي يُظهر فنهم ذاك في صورة علم حقيقي متعارف عليه في الأوساط العلمية المرموقة. وهو ما له كبير الأثر على المتلقي الذي يأخذ فكرة خاطئة عن هذا الفن مفادها أنه أسلوب علاجي مبني على أسس علمية بحتة. هذا إلى جانب اللقب العلمي للمعالج "دكتور" وهو ما يخلع المصداقية والشرعية والخبرة العلمية على صاحبه. تزعم بعض الدراسات "العلمية" التي تنطلق من نفس المبدأ "الطاقة" أن ماء زمزم ذو تركيبة متميزة، وأنه يختلف في تكوينه عن باقي المياه المعدنية الطبيعية، وهو الحال بالنسبة للدراسة التي نشر موقع هسبريس مقالا تعريفيا حولها الأحد الماضي، وتضمن المقال مجموعة من المزاعم مدارها على أن ماء زمزم يحتوي نسبة من "الطاقة الحيوية" تفوق تلك الموجودة في باقي مياه الكرة الأرضية، وحددتها الدراسة في 200 درجة! وأن الماء العادي إذا قرئ عليه القرآن ارتفعت طاقته الحيوية وصار بذلك ذا فوائد صحية جمة. وليست هذه المرة الأولى التي نسمع فيها عن أمور كهذه، فقد سمعنا سابقا عن قياس طاقة القرآن، وقياس طاقة ليلة القدر، وطاقة الإنسان بعد أداء الصلاة! وهنا تثور مجموعة من الأسئلة : ما المقصود بالطاقة الحيوية؟ وماهي وسيلة قياسها؟ وماهي وحدة قياسها؟ ماهي المنهجية العلمية المتبعة لقياسها؟ هل يعترف العلماء بهذه الطاقة؟ الجواب أن الطاقة الحيوية أو ما جاء في المقال تحت اسم La vitalité هي شيء لا وجود له في المراجع العلمية المرموقة، بل هو مصطلح مرتبط بالعلوم الزائفة Pseudo sciences ، وهو مفهوم يعبر عن مجموعة من الفنون القائمة على مناهج وإجراءات غير مثبتة علميا، ومن تلك "العلوم" على سبيل المثال البرمجة اللغوية العصبية أو ما يعرف اختصارا ب NLP والتي عرفت انتشارا واسعا، وكذا التنجيم وعلم الأعداد فهذه وغيرها تدخل في إطار "العلوم الكاذبة" وهي غير معتمدة في الأوساط العلمية، بل غالبا ما تثير سخرية العلماء. إن هذه الطاقة غير موجودة، وتفصيل ذلك أن الطاقة الحيوية المذكورة هي في المبدأ "طاقة روحانية خرافية" وهي ما نجده بأسماء متنوعة في فلسفات وثقافات الشرق الأقصى كالطاوية والبوذية والهندوسية وغيرها، فهي التشي والكي والبرانا، وهي طاقة ميثولوجية مقدسة كما يتضح من خلال النصوص الدينية والفلسفية الآسيوية الموغلة في القدم، وتؤكد ذلك شروحات الكهنة والمعلمين وكبار الروحانيين. ولا يمكن العثور على هذا المفهوم إلا في المصادر المتعلقة بالروحانيات والميتافيزيقا والطب البديل، فلا أثر لها في المصادر العلمية المتعارف عليها كالمراجع الطبية والبيولوجية والفيزيائية. لكن هذه الفنون نتيجة استخدام المصطلحات والمفاهيم المنتمية لحقل العلوم البحتة، اختلطت عند بعض الناس بالعلوم الحقيقية، وظنوا أنها تدخل في نفس الإطار وهو خلط وسوء فهم كبير. وقد يلجأ بعض المشتغلين بهذه الفنون إلى إلباسها ثوب العلم، وذلك أنهم قد يلجؤون إلى المزج المتعمد بين الطاقة الحيوية والطاقة الكهرومغناطيسية أو الطاقة الحرارية، فيقولون أنها شيء واحد، ولكن هذا لا ينبغي أن يروج على اللبيب، فالطاقة الكهرومغناطيسية هي طاقة متحقق من وجودها علميا وهناك أجهزة وأدوات وإجراءات علمية مدروسة ومحكمة لقياسها ونقلها، على عكس الطاقة الحيوية أو طاقة الحياة كما يسميها الروحانيون الآسيويون، والتي يمكن تحسسها ونقلها حسب هؤلاء عن طريق اليد وهي طريقة العلاج المعتمدة بهذه الطاقة! ولعلكم سمعتم عن العلاج بالمسافات حيث يمكن للمعالج أن ينقل الطاقة الايجابية بعد اجتذابها من الكون الخارجي عن طريق اليد إلى المريض ولو بعد عنه آلاف الأميال! ولكي لا نبتعد عن موضوعنا، نعود فنسأل : هل هناك طاقة حيوية في الماء؟ ولماذا ماء زمزم بالتحديد؟ وما تأثير القرآن على الماء؟ إن المهتمين بالروحانيات والتداوي والميتافيزيقا، وهي مكونات متداخلة في هذا الصدد، والذين سلكوا طريق التجربة اللاعلمية أو الشبيهة بالعلمية في الظاهر لإثبات الظواهر الخارقة كأسلوب ملموس لإقناع الناس بوجودها، قد عمدوا إلى دراسة مقدسات الطوائف الدينية بتطبيق تلك المناهج التجريبية المتشبهة بالمنهج العلمي، إيمانا منهم بوجود سر خالد في هذا الكون هو تلك الطاقة الغامضة، واعتقادا منهم أن السبيل والمدخل إلى فهم هذه الطاقة العجيبة واكتشاف أسرارها هو الأديان على اختلافها وتنوعها إذ هي في النهاية موحدة المنبع والمصب. من هؤلاء ماسارو إيموتو الذي ذكر في المقال، فمن يكون هذا الياباني الذي لمجرد كونه يابانيا تناقلت الجرائد والمواقع العربية والإسلامية كلامه عن ماء زمزم تحت عناوين جذابة ومثيرة؟ ماسارو ايموتو هو كاتب غموضي اعتاد الكتابة في المواضيع المتعلقة بالظواهر الغيبية والخارقة، فهو روحاني وليس عالما كما قدمته الجرائد العربية سابقا، حصل على دبلوم في "الطب البديل" من الجامعة المفتوحة للطب البديل في الهند عام 1992، وامتهن العلاج بالماء. تخصص ايموتو في الماء وهو اختيار ذكي، فالماء سر الحياة وهو تركيبة بسيطة وعجيبة في آن معا، وقد ورد ذكره في جميع أسفار الديانات والمعتقدات، ومن ثم فالبحث فيه من ناحية روحانية سيكون أمرا مغريا ومثيرا، والمعلوم أن أكثر الكتب مبيعا في العالم الغربي تلك التي تتطرق إلى المواضيع الغامضة والعجيبة، ألف ايموتو كتبا عدة منها : "القوة الشفائية للماء" و "معجزة الماء" و "الماء مرآة الروح". وكان من الطبيعي أن يقوده تخصصه، وخلفية انطلاقه الروحانية إلى ماء بئر زمزم التي يقصدها الملايين من أتباع ثاني أكبر دين في العالم من كل فج عميق للشرب والتداوي، فصرح بعد تجاربه بهذا الشأن أن ماء زمزم يتميز بقدرة شفائية وأنه يكسب الماء العادي نفس الخاصية إذا مزج به، وأن طاقة ماء زمزم الشفائية تتضاعف كلما قرئ عليه القرآن! فكيف توصل ايموتو إلى هذه النتائج؟ سؤال في غاية الأهمية لأن المنهج والإجراءات التجريبية هي أهم ما يميز البحث العلمي. تقوم منهجية ايموتو على التصوير والملاحظة المجهرية لجزئيات الماء بعد تجميده، فهو يلاحظ أشكال وألوان ندفات الثلج، ويبني نتائجه على هذه الملاحظة، فقد قام بتجربة عن تأثير الأفكار والمشاعر على الماء، وخلص إلى أن ندفات الماء المجمد المعرض لكلمات المحبة والشكر والأفكار الايجابية تظهر بأشكال وألوان جميلة، والعكس بالعكس. كما لاحظ أن منابع المياه الصافية تحتوي على ندفات ذات أشكال جميلة ولامعة، بينما بدت ندفات مياه المنابع الملوثة هلامية وغير متناظرة وشاحبة اللون، من هذا المنطلق زعم ايموتو ما تقدم بشأن ماء زمزم، كما أن قراءة القرآن على الماء -وهو ما يوازي كلمات المحبة والشكر- تجعل الندفات تظهر بأشكال جميلة وبهية. فهذا الزعم يقوم على أن الأفكار والمشاعر بالإضافة إلى الكلمات تؤثر في الأشياء في المحيط الخارجي عن طريق طاقة خفية تنبعث من العقل وتحدث أثرها في المحيط الخارجي، وتتوقف طبيعة هذا الأثر على نوع الفكرة المنبعثة من العقل فإذا كانت ايجابية كان الأثر ايجابيا، وإذا كانت سلبية كان سلبيا، وهو ما يسمى بالظواهر السايكوكاينتيكية، وهذه الأمور مرفوضة علميا، لكن يتشبث بها العرافون والمشتغلون بالماورائيات. ولدينا أمثلة كثيرة عن أشخاص انخرطوا في هذه المجالات وجاؤوا بنتائج أغرب من الخيال فايموتو ليس أول من اشتغل بهذه الأمور، فهناك كليف باكستر وإليه ينسب تأثير باكستر الشهير الذي صار مثلا عن التجارب اللاعلمية، زعم باكستر أن النبات يقرأ أفكار الإنسان وهي النتيجة التي استخلصها بعدما ربط النبات بجهاز كشف الكذب، وفكر بإيذائه بالنار فلاحظ أن النبات يرسل اشارات إلى الجهاز ما يدل على أن النبات قرأ فكرته السلبية فتفاعل معها فرصد جهازه الذبذبات الدالة على هذا التفاعل حسب باكستر، وهو ما جعله محط سخرية العلماء والباحثين. فتجارب ماسارو ايموتو هي بلا شك من جنس تأثير باكستر، بما فيها تجربته على ماء زمزم، فكون هذا الماء مقدسا عند المسلمين لا يعني أنه يحتوي على خصائص عجيبة أو أنه ذو تركيبة فريدة، لأن التقديس فعل اجتماعي وليس كل مقدس مقدسا في ذاته. يقول ايموتو عن نهر الغانج المقدس في الهند وهو من أكثر الأنهار تلوثا : "ماء نهر الغانج مقدس، وهو ماء الرب عند كل الهندوس فهذا الماء بالنسبة لهم يحتوي على كثير من الحب والشكر، ونتيجة لذلك وبهذه الأفكار الايجابية، ماء الغانج الملوث يمكن أن يصير ماء مقدسا" ويضيف : "أريد أن أتخيل إذا ما تعلم هندوسي ورع كيفية تصوير ندفات الماء، فسيأخذ أجمل ندفة من ماء الغانج". وهنا يكشف ايموتو عن لا موضوعية منهجه البحثي، فما ينطبق على الهندوسي الورع ينطبق عليه أيضا، لذلك لم يستجب لطلب جيمس راندي الذي عرض عليه مليون دولار كمقابل إذا ما تم التوصل إلى نفس النتائج بتجربة منفصلة، وهذا هو معيار اعتماد البحث العلمي فيجب أن تعاد نفس التجربة من قبل علماء آخرين ويتم الحصول على النتيجة ذاتها. تعرض ايموتو إلى انتقادات شديدة من لدن الباحثين، فقد لاحظوا أن الاجراءات التجريبية التي قام بها غير كافية، كما اعتبروا أن هناك تحيزات معرفية كثيرة في تجاربه، وانتقدوه لتوجهه المباشر إلى الجمهور وهي عادة المشتغلين بالعلم الزائف إذ لا يخضعون بحوثهم للتحكيم ولا يطلبون رأي الخبراء، وهذا ما دفع البعض إلى القول بأن اهتمام ايموتو غير منصب على العلم، بل إنه يهتم في المقام الأول ببيع كتبه وتشجيع ندواته وبيع الماء بأثمنة مرتفعة. نأتي إلى العلاج بماء القرآن، وهو الماء الذي قرئ عليه القرآن وعادة ما تقرأ سورة البقرة لعظم شأنها، ولأنها تستخدم في علاج السحر وطرد الجن! فهل تغير هذه القراءة طبيعة الماء؟ لاثبات ذلك يجب إجراء تجربة علمية حقيقية مستوفية لجميع الشروط، في مختبر مجهز بأجهزة معتمدة لتحليل الماء، وللنتيجة سيكون القول الفصل، وإن كانت محسومة سلفا، فلا التلاوة ولا التأمل يغيران من طبيعة الماء التي لا يغيرها إلا التدخل المادي البحت، لذلك لا نجد العلماء يقومون بتجارب من هذا النوع لأنهم يرون فيها مضيعة للوقت والجهد، ولأن الروحانيات ليست مادة وموضوعا للعلم التجريبي، وهو ما دفع الروحانيين إلى ملأ هذا الفراغ بأبحاثهم وتجاربهم.. أما أن يدعي شخص ما أن ماء القرآن وسيلة علاجية، فهذا ما لا يمكن الوثوق به، وإن أتى بأدلة من القرآن على أن القرآن شفاء، من قبيل : (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) و(قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) و (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور)، فهذه الآيات لا تتحدث عن شفاء الأبدان مما يصيبها من أمراض عضوية أو حتى نفسية كالهستيريا والصرع الذي يفسر عند بعضهم بالمس، فلا ينبغي فهم كلمة الشفاء على إطلاقها، ولا انتزاع الآيات من سياقها، ولعل ما أدى إلى تعميم "الشفاء" في هذه الآيات هو أقوال علماء الدين الذين –نتيجة انبهارهم بالقرآن وتعظيمهم له- رأوا أنه من سوء الأدب مع الله ألا يعترفوا للقرآن بخاصية الشفاء، سيما وأنها من أعظم النعم، وهي كذلك من أسماء الله "الشافي"، فكيف لا يكون كلام الشافي شافيا؟! إنه أمر لا يستقيم في العقل الديني، يقول ابن قيم الجوزية : "ما من داء إلا وفي القرآن شفاؤه علمه من علمه وجهله من جهله، وآيات القرآن عند أهل العلم فيها من عجائب الاستطباب ومن عجائب التداوي بها ما لا يعلمه كثير من الناس". ما أحوجنا إلى دراسات علمية حقيقية لا تخرج من دائرة العلوم الحقيقية التي فتحت للإنسان آفاقا معرفية رحبة ومكنته من السيطرة على الطبيعة والتحرر من ربقة الجهل والخرافة.