يحتفل العالم، اليوم الأحد، بذكرى مرور 45 عاماً على صعود الإنسان إلى القمر من خلال سفينة الفضاء الأمريكية "أبولو 11" في 20 يوليو 1969، في الوقت الذي لا تزل صخرة من القمر معروضة في المتحف الجيولوجي بالقاهرة جئ بها خلال رحلة "أبولو 17" وتعيد إلى الأذهان الوحدة بين مصر وسوريا. واتحدت مصر وسوريا في بلد واحد "الجمهورية العربية المتحدة" عام 1958، وانهارت الوحدة في عام 1961، غير أن مصر ظلت تحتفظ بعلم الوحدة (3 خطوط عرضية متوازية ملونة من الأعلى للأسفل بالأحمر والأبيض والأسود يتوسطها 3 نجمات خضراء) حتى عام 1971. وهو العلم الذي رفع مع أعلام بعض دول العالم، خلال رحلة الفضاء الأمريكية "أبولو 17"، وأهديت عينة من صخور القمر التي أخذت خلال الرحلة لهذه الدول، وذلك ك"رمز للوحدة الإنسانية بين الشعوب على سطح الكرة الأرضية". وتم الإعداد لرحلة "أبولو 17" عام 1971، وهبط رواد الفضاء الذين استقلوها على سطح القمر في 19 ديسمبر 1972، وهي الرحلة السادسة بعد رحلة "أبولو 11" التي يحتفل العالم بذكراها منذ 20 يوليو/تموز 1969، كأول رحلة تقود الإنسان إلى الهبوط على سطح القمر، كما يقول أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية لوكالة "الأناضول". وقاد الرحلة رائد الفضاء الأمريكي الشهير نيل أرمستونج، وكان معه طاقم مكون من رائدي فضاء هما إدوين ألدرين الذي نزل معه على سطح القمر، وميشيل كولينز رائد السفينة الأم الذي ظل محلقاً في مدار قمري قريب منتظر زميليه حتى يبدؤون رحلة العودة إلى الأرض، وهي الرحلة التي مهدت لرحلات أخرى تالية من بينها رحلة " أبو لو 17"، بحسب تادرس. من جانبه، قال حجاج محمد، وهو جيولوجي متخصص في الصخور بالمتحف الجيولوجي بالقاهرة، إن "الصخرة القمرية" في المتحف والتي تعود لرحلة "أبولو 17"، وصلت المتحف عن طريق العالم المصري فاروق الباز الذي كان يعمل مع وكالة ناسا الأمريكية في برنامج رعاية رواد الفضاء إبان الرحلة. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح محمد أن الصخرة تعتبر من العينات النادرة التي لا توجد إلا في عدد محدود من المتاحف على مستوى العالم، ومنها المتحف الجيولوجي في القاهرة. ولفت الجيولوجي إلى أن هذه العينة الصخرية صغيرة الحجم (عدة سنتيمترات) والموضوعة داخل "بلورة زجاجية" بالمتحف، تحظى باهتمام أمني كبير، وذلك خشية تعرضها للسرقة، كما حدث في بعض متاحف العالم. وأضاف أن هذه الصخرة تثبت أن التركيب الكيميائي لصخور القمر يشبه إلى حد ما التركيب الكيميائي للصخور الموجودة على الأرض، خاصة في الطبقة الخارجية لوشاح الأرض.