بدأ ستة رواد فضاء من جنسيات مختلفة أمس الخميس المرحلة الثالثة من برنامج تقليد التحليق الفضائي إلى كوكب المريخ المعروف باسم "المريخ 500"، في معهد الأبحاث الطبية والبيولوجية في العاصمة موسكو. ويشارك في التجربة إلى جانب 3 مواطنين روس وهم سحرب كامولوف واليكسي سيتيف والكسندر سموليفسكي وميخائيل سينيلنيكوف الفرنسي رومان شارليه والايطالي دييغو اوبينا والصيني فانغ يوا. وتم أمس إغلاق المركبة الفضائية على الرواد لمدة 520 يوماً، وخلال هذه الفترة، لن يرى رواد الفضاء أحداً "من الأرض"، حيث سيقضي الرواد في المركبة الفضائية الوقت اللازم لرحلة إلى المريخ والهبوط على سطحه ثم العودة إلى الأرض، كما لن يرى الرواد ضوء النهار خلال هذه المدة. وستحاكي التجربة طبيعة الحياة والعيش داخل سفينة فضاء أثناء رحلتها إلى المريخ، بما فيها الهبوط على سطح الكوكب الأحمر، لكنها لن تشتمل على التواجد في حالة انعدام الوزن طوال الوقت. وتجري التجربة تحت رعاية مؤسسة "روس كوسموس" الروسية واكاديمية العلوم الروسية. وتساهم فيها وكالة الفضاء االاوروبية والصين وعلماء من الولايلات المتحدة وغيرها من الدول. وكان رواد الفضاء الستة قد خضعوا لفحوص طبية في مختبر الجهاز التنفسي في موسكو لاختبار لياقتهم البدنية، ويقول المشرف على التجربة، ألكسندر سوفوروف: "نفحص اللياقة البدنية للمتطوعين مثل حالة القلب والدورة الدموية والتنفس، وهذا يوفر لنا بيانات واضحة عن الحد الأقصى لما يمكنهم تحمله." وتعتبر التجربة تمهيدا للقيام برحلة مأهولة إلى المريخ في المستقبل. وكانت وكالة الفضاء الأوروبية، المشاركة في التجربة، قد بدأت البحث عن 12 متطوعاً يتمتعون برؤية خاصة عن الكواكب ممن يبحثون عن الإثارة ولن يصابوا بالممل بسهولة أو سرعة، وذلك للقيام برحلة محاكاة إلى المريخ تستمر 520 يوماً في ظل ظروف "عزلة وانحباس تامين." وتلقت الوكالة الأوروبية أكثر من ألفي طلب خلال يومين فقط، معتبرة أن الردود كانت مثيرة للإعجاب. وكانت وكالة الفضاء الأوروبية قد بدأت العمل على هذا المشروع، الذي أطلق عليه اسم "المريخ 500"، بالتعاون مع معهد المشكلات الطبية الحيوية في موسكو، حيث ستجري تجربة المحاكاة والتي ستتضمن عدداً من الروس، الذين سيتم اختيارهم في روسيا بصورة مستقلة. وتعتبر هذه التجربة الأطول أمداً بين التجارب التي أجرتها وكالة الفضاء الأوروبية - التي تضم في عضويتها 17 دولة - بحسب ما أشار مسؤولون فيها.