أعلن محمد باكريم المسئول عن التواصل في المركز السينمائي المغربي أن بلاده لم توافق على تصوير فيلم للمخرج الإيراني مجيد مجيدي ( الصورة) مكون من ثلاثة أجزاء يقوم فيه بتجسيد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال باكريم : "إن المركز لم يوافق على طلب للمخرج بغرض تصوير جزء من هذا الفيلم الإيراني فوق التراب المغربي، كما أن المركز واضح في مجال تصوير الأفلام الأجنبية". ونقلت صحيفة "أخبار اليوم المغربية" في عددها الصادر أمس الأربعاء عن باكريم قوله "رغم أن أفلام مجيد مجيدي تعتبر من الأفلام الضخمة من الناحية الإنتاجية إلا أن المغرب حسم الأمر منذ زمن، حيث هناك العديد من المواضيع التي لا يتم التطرق إليها ولا يمكن السماح بتصويرها في المغرب". وعلى الرغم من شعور المخرج الإيراني مجيدي بالخوف والقلق من إقدامه على تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة في التاريخ، إلاّ أنه ينوي استكمال مشروعه، ضارباً عرض الحائط بكل قوانين حظر تجسيد النبي صلى الله عليه وسلم التي تعارف عليها السينمائيون منذ القدم، ومعرّضاً نفسه لحملة ضارية من الانتقادات. ويبرّر مجيد مجيدي موقفه في تصريحات صحفية نقلت عنه : "وُلد الرسول في زمن العبودية والجاهلية وزمن دفن البنات أحياء، ونحن الآن نعيش فترة من الجهل والظلام أيضاً، حيث يخضع الجميع للمصالح الشخصية ومعاناة الدول الفقيرة، ولابد من محاربة الصورة الخاطئة والسلبية لدى الغرب عن الإسلام وربطه دائماً بالإرهاب". وأضاف " من خلال الأعمال الفنية يمكن توضيح الوجه الحقيقي للإسلام، وأنه الدين الذي يدعو الجميع إلى المحبة والإخاء والجمال والصداقة والسلام والحب". وأعرب مجيدى عن مخاوفه من رد فعل التيارات المتشددة على هذا العمل نظرا لخرقه قاعدة حظر تجسيد شخصية النبى محمد فى الأعمال، محذرا من عودة أزمة الرسوم الكاريكاتيرية التى رسمت سخرية على الرسول وما حدث للرسام الدانماركى كورت فيسترجارد الذى هدد بالقتل على الرغم من إعلان اعتذاره بكل الأشكال عن تلك الرسوم المسئية. وأضاف "هناك 1.4 مليار مسلم قد تأذت مشاعرهم من هذه الرسوم التى كانت جريمة كبرى لكرامتهم وعلى الرغم من إننى واحد يحترم الحرية ولكن الحرية التى لا تتسبب فى جرح مشاعر الغير، وإنى أعتبرها تأتى بطريقة ممنهجة لمهاجمة الإسلام وتحقيق أغراض سياسية." ويحكي الفِيلم قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر ثلاثة أجزاء، ومن المقرّر أن يشارك في بطولته عدد كبير من النجوم من الدول العربية والدول الأوروبية، على أن يتم التصوير في المغرب وإيران وسوريا والأردن. يُذكر أن من أبرز أفلام مجيد مجيدى "صغار السماء"، و"لون الجنة"، و"الأب"، وحاز منذ فترة وجيزة على جائزة "ابن عربي" في مدينة مورسيا الإسبانية تقديراً لمسيرته الفنية.