مشروع الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال.. نموذج للتعاون الإقليمي    كوريا: السلطات تحدد هويات جميع الضحايا ال 179 في حادث تحطم طائرة جيجو إير    صحيفة "ذا صن": محاولة تسميم بشار الأسد في روسيا    الولايات المتحدة.. ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم نيو أورليانز إلى 15 قتيلا    السلطة الفلسطينية توقف عمل قناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    "هجوم النيل الأزرق" .. موظفو الإغاثة يدفعون ثمن النزاع السوداني الدامي    الصحة تلغي صفقة بملايين الدراهم    صدمة جديدة .. الليغا تزيد أوجاع برشلونة    زياش يلتقي بمعجبين مغاربة في دبي    نادي الجيش الملكي ينبه المناصرين    أجندة دونالد ترامب تهدد مستقبل قارة إفريقيا في مواجهة التغيرات المناخية    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة بطنجة (صور)    عدد سكان قطاع غزة تراجع 6% منذ بداية العدوان الإسرائيلي    خارجية مالي: الجزائر مدعوة لمعالجة أزماتها الداخلية بدلاً من التدخل في شؤوننا    الرجاء يعزز صفوفه بعودة زيلا قبل مواجهة صن داونز    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    عشرات القتلى والجرحى بهجوم إرهابي على أمريكا    قتلى وجرحى بألمانيا بسبب الألعاب النارية ليلة رأس السنة    الشغيلة التعليمية تترقب الشطر الثاني من الزيادة في الأجور نهاية يناير    تقرير: المغرب يسجل 644 براءة اختراع ويتصدر المرتبة الخامسة عالميًا في التصاميم الصناعية    رابطة الدوري الإسباني تزيل داني أولمو من قائمة المسجلين في برشلونة    الدرك الملكي بأزغنغان يضبط كميات كبيرة من الخمور في عملية نوعية والقبض على مروج شاب    موريتانيا والسنغال تبدآن إنتاج الغاز من حقل السلحفاة المشترك    الاتحاد المغربي للشغل يرفض مشروع قانون الإضراب ويطالب بتجريم العراقيل أمام حقوق العمال    فريق مانييما الكونغولي يبدأ استعداداته بمكناس لمواجهة الجيش الملكي    هل تكون 2025 سنة حسم استقلال منطقة القبائل عن الجزائر؟    بورصة الدار البيضاء.. حجم التداولات تجاوز 57,67 مليار درهم خلال النصف الثاني من سنة 2024    تاونات.. المصادقة على حصيلة تنزيل مشاريع INDH خلال 5 سنوات الماضية    إجهاض محاولة للهجرة السرية بسواحل طانطان    شخص ينهي حياة والده بساطور نواحي اقليم الحسيمة    أحكام ‬قضائية ‬‮‬ضد ‬‮"صناع ‬التفاهة" وارتياح ‬كبير ‬لدى ‬للرأي ‬العام    رحلة رايان إير من تولوز إلى طنجة.. رحلة تتحول إلى جحيم ليلة رأس السنة (فيديو)    إنتاج علاجات السرطان في المغرب باستثمار هندي كبير    أسعار الذهب تسجل أفضل أداء سنوي منذ 2010    التهراوي يعلن عن فتح 7 آلاف مقعد جديد لطلبة الطب والصيدلة بحلول عام 2027    مباحثات مغربية قطرية من أجل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين    لجنة الإستئناف تخفض عقوبات جماهير الدفاع الحسني الجديدي    أجواء هادئة في طنجة ليلية رأس السنة تحت حراسة أمنية مشددة لتأمين الإحتفالات (فيديو)    10393 عدد موظفات وموظفي الشرطة الذين استفادوا من الترقية برسم السنة المالية 2024    وفاة الكاتب الفرنسي باسكال لينيه الحائز جائزة غونكور عام 1974    دراسة: الصيام المتقطع يساعد في علاج اضطراب التمثيل الغذائي    المحترفون المغاربة يروجون للقيم العربية الإسلامية في العالم    باحثون يطورون علاجا آمنا وغير مسبب للإدمان لتسكين الآلام    الطهي يتجاوز الفواكه والخضروات باستخدام أجزاء الأشجار    تنبيه من خطورة عودة انتشار "بوحمرون" بالمغرب ودعوة إلى ضرورة التلقيح للقضاء عليه    دراسة: هذه المشروبات قد تحد من مخاطر الإصابة بالسرطان    اختتام مهرجان بويا في سمفونية نسائية بسماء الحسيمة    ابن الحسيمة المحامي رضوان الداودي ينال شهادة الدكتوراه في القانون الخاص    براد بيت وأنجلينا جولي يوقعان اتفاق طلاق بعد 8 سنوات من المعركة القانونية    فنانون مغاربة غادرونا إلى دار البقاء في سنة 2024    الدكتور فؤاد بوعلي ضيفا في حلقة اليوم من "مدارات" بالإذاعة الوطنية    باسل خياط يخالف مبادئه ويقع في الحب ضمن الدراما الاجتماعية الرومانسية "الثمن" على "5MBC"    بنكيران: الملك لم يورط نفسه بأي حكم في مدونة الأسرة ووهبي مستفز وينبغي أن يوكل هذا الموضوع لغيره    الثورة السورية والحكم العطائية..    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تبون يواجه الأزمات الداخلية لبلاده بتجييش الجزائريين ضد المغرب وفرنسا
نشر في هسبريس يوم 30 - 12 - 2024

في خطاب مشحون بالعداء للمغرب، استغل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الخطاب الذي وجهه أمس إلى الجزائريين أمام البرلمان لتجديد استهداف بلاده للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية ودعمها لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، مؤكدا أن الجزائر لن تغير موقفها بشأن هذه القضية التي اعتبرها "قضية حق شعب في تقرير مصيره".
وانتقص تبون من مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها الرباط لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء واصفا إياها ب"الفكرة الفرنسية" وب"خرافة جحا"، على حد تعبيره؛ وهو ما يؤكد مرة أخرى، وفق مهتمين، على مركزية هذا الملف في السياسة الخارجية الجزائرية وتصدرها أجندة النظام الحاكم في هذا البلد.
وفي كلمات تعكس عمق الأزمة في العلاقات بين الجزائر وباريس التي زادت حدة بعد وقوف هذه الأخيرة إلى جانب الرباط في قضية وحدتها الترابية، وجه تبون انتقادات لاذعة إلى فرنسا، إذ استحضر في ما يبدو أنه محاولة لتعزيز الخطاب القومي الداخلي قضايا مرتبطة بالذاكرة الاستعمارية؛ مثل المطالبة باستعادة جماجم المقاومين الجزائريين، والاعتذار عن الجرائم الاستعمارية في الجزائر، وقضية النفايات النووية.
في هذا الإطار، قال جواد القسمي، باحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، إن "استحضار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لقضية الصحراء المغربية في خطابه الموجه إلى الأمة أمام البرلمان يدل على مركزية هذه القضية في السياسة الخارجية الجزائرية والعداء التاريخي للوحدة الوطنية المغربية، حيث لا يتوانى هذا النظام عن إقحام قضية الصحراء في كل المناسبات".
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي: "في الوقت الذي يُفترض فيه أن يتطرق الرئيس الجزائري إلى قضايا ومواضيع لها علاقة مباشرة بانتظارات الجزائريين الذين عبّروا عن عدم رضاهم عن الأوضاع المتدهورة التي وصلت إليها البلاد على المستويين الاجتماعي والاقتصادي وغياب الحريات عبر منصات التواصل الاجتماعي، يحاول الرئيس الجزائري تعبئة الرأي العام مرة أخرى ضد المغرب بتبخيس فكرة الحكم الذاتي، متناسيا أن هذه الفكرة هي نفسها التي أشادت بها الكثير من دول العالم، بما في ذلك مجلس الأمن، واعتبروها فكرة واقعية وذات مصداقية؛ بل إن الكثيرين اعتبروها الحل الوحيد لمشكل الصحراء".
وأكد القسمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الربط بين فكرة الحكم الذاتي وبين الاستعمار الفرنسي يهدف إلى إثارة المشاعر الوطنية والقومية لدى الجزائريين، وإظهار أن الجزائر تقف ضد الإرث الاستعماري، وتبرير موقف الجزائر الداعم لجبهة "البوليساريو" في سردية أضحت مفضوحة ومبتذلة، تنهل من ماضٍ لم تعد فروضه قائمة، وتظهر أن النظام الجزائري لم يستطع التأقلم مع التحولات الدولية الجديدة والمتسارعة".
من جهة أخرى، شدد الباحث ذاته على أن "هجوم تبون على فرنسا يمكن قراءته من واقع العلاقات الجزائرية الفرنسية المتوترة، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء والالتزام الفرنسي بالدفاع عن مغربية الصحراء في المحافل الدولية واعتبار الحكم الذاتي الحل الوحيد للقضية".
وفي هذا الصدد، لفت المتحدث إلى أن "الرئيس الجزائري استحضر بعض القضايا الخلافية مع فرنسا؛ من قبيل إحياء الذاكرة الاستعمارية، ومطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائمها، وقضية الجماجم، بالإضافة إلى النفايات النووية في صحراء الجزائر".
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال محمد عطيف، باحث في الشؤون الدولية، إن "خطاب الرئيس الجزائري لا يرقى أولا إلى مستوى الخطاب السياسي لرؤساء الدول والحكومات، ويسيء عن وعي أو بدونه إلى الدولة الجزائرية وإلى مؤسسة الرئاسة في هذا البلد.
وأضاف عطيف، في تصريح لهسبريس، أن "كل خطابات رموز النظام الجزائري لا تنفك تثير قضية الصحراء المغربية التي أصبحت القضية المركزية التي ينبني عليها الخطاب السياسي في الجزائر، متفوقة بذلك على قضايا أكثر إلحاحا بالنسبة للشعب الجزائري".
وأوضح المتحدث ذاته أن "إثارة تبون لقضية الصحراء في خطاب يُفترض أن يقدم إجابات عن الأسئلة التنموية في الجزائر ينطوي على محاولة لإظهار الجزائر وكأنها مستهدفة بسبب مواقفها الثابتة إزاء هذه القضية؛ وبالتالي محاولة تبرير الفشل في احتواء الأزمة الداخلية وموجة الاحتقان التي يشهدها الشارع الجزائري، الذي يرفض سيطرة العسكر على مقدرات الشعب وصرفها في صراعات لا تخدم انتظاراته".
وتابع الباحث في الشؤون الدولية أن "خطاب الرئيس الجزائري يؤكد مرة أخرى أن الجزائر فاعل رئيسي في تعقيد النزاع حول الصحراء وتعمل على إطالة أمده؛ بل وعرقلة جهود التسوية السياسية، متجاهلة الدعوات المتكررة لحل النزاع في إطار سلمي يراعي تاريخ الصحراء ومستقبل المنطقة"، معتبرا أن "استهداف السيادة المغربية على الصحراء أصبح نهجا ثابتا في السياسة الخارجية الجزائرية التي تقوم على تغذية التوترات وتصعيد المواقف ليس فقط مع المغرب، بل مع مختلف دول الجوار".
وخلص الباحث ذاته إلى أن "التمادي الجزائري في استهداف المغرب دبلوماسيا وإعلاميا لا يعكس فقط تعنت النظام في الجزائر وتحديه للإرادة الدولية التي تدفع في اتجاه تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء؛ بل يُظهر أيضا رغبة جزائرية واضحة في تقويض استقرار المملكة المغربية وإجهاض طموحاتها التنموية بأي ثمن كان، ولو كان ذلك على حساب مصالح الشعب الجزائري نفسه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.