نصيبٌ وافر من الانتقادات ومشاعر الغضب الممزوج بالأسى والتحسّر على ما آلت إليه رياضة ألعاب القوى بالمغرب تسبَّبَ فيه رجل عمَّرَ طويلا في رئاسة الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى (منذ سنة 2006)، بعد أن تسلَّمَها بألقاب وميداليات تلمع وتَزن إلى اليوم ذهباً في مختلف أنواع السباقات. باستثناء ميدالية "يتيمة" للبطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي، لازمتِ الكارثة والهزال مختلف أصناف ألعاب القوى في أولمبياد "باريس 2024′′، فيما ازداد الاستياء بين المغاربة، الذين كانوا يمنّون النفس بإعادة "أمجاد" عويطة والمتوكل والكروج وغيرهم، إلى حدّ أن بعضهم رفع الشعار الشهير "ارحل" في وجه هذا المسؤول الرياضي. "جامعة أحيزون"، التي شاركت في أولمبياد باريس ب13 عداءً وعدّاءة (من مجموع 60 رياضيا ورياضية) أبتْ إلّا أن تبصم على واحدة من أسوأ مشاركات المغرب الأولمبية، باستثناء نقطة الضوء الوحيدة: سفيان البقالي الذي توج بالذهب بمجهود خاص باعتراف منه ومدربه الخاص الذي لا يتبع للجامعة. الحصيلة الكارثية تجلتْ أيضا، حسب خبراء متابعين للشأن الرياضي المغربي، في "الغياب التام للمشاركة المغربية في أصناف وتخصصات رياضية معينة، حيث لم تتمكن حتى من الوصول إلى أدوار النهائيات". وسرعان ما تحوّل الأمل والرهان المغربي على "الظفر بأكبر عدد من الميداليات عن طريق ألعاب القوى" إلى مطالب ب"محاسبة شاملة للمسؤولين" من أعلى المستويات عن هذا الإخفاق الكبير في المحفل الأولمبي الباريسي، خصوصًا أن منسوب الغضب زاد بعدما شوهد أحيزون وهو يرافِقُ البطل سفيان البقالي خلال عودته إلى المغرب، ومراسم استقباله البهيجة بالمطار، محترفاً "الرّكْمَجة" (ركوب الأمواج) كعادته. لعلّ مِن "حسنات أولمبياد باريس"، رغم نتائجه السيئة بالنسبة للميداليات المغربية مقارنة بدول عربية، أنه عرّى واقع الرياضة المغربية التي طالما التهمتْ هياكلها مليارات الدراهم من المال العام. ربما لم يدرك عبد السلام أحيزون بعدُ أن جامعة ألعاب القوى "ليست مِلْكاً له ولا قطعة أرضية مُحفّظة باسمه"، بل هي جامعة ملكية مغربية لها تاريخ عريق في "أمّ الرياضات"، وتُموّل من طرف دافعي الضرائب.