بدت لافتة الإشارات الواضحة التي جاءت على لسان نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المشارك في الحكومة، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، بخصوص توقيع اتفاق وشيك بين الحكومة والنقابات قبل احتفالات عيد العمال العالمي الذي يصادف الأول من ماي. وقال بركة إن التوجه الإصلاحي للحكومة في مجال تقليص الفوارق الاجتماعية وتسهيلِ سُبُلِ الارتقاء الاجتماعي يتأتيان من خلال تحسين الدخل في إطار الحوار الاجتماعي. وأضاف "بهذا الخصوص نود تهنئة رئيس الحكومة والمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية على توقيع الاتفاق الاجتماعي، الذي يشكل محطة أخرى من المحطات الأساسية في مسار الحوار الاجتماعي بعد المحطة التاريخية لاتفاق 26 أبريل 2011 مع حكومة عباس الفاسي"، في إشارة واضحة إلى اقتراب الطرفين من الاتفاق على النقاط المطروحة للنقاش بينهما. وظهر رئيس الحكومة عزيز أخنوش في حديث ودي مع الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، التي كانا من بين ضيوفها، حيث بدا من النقاش أنهما اتفقا على تحديد موعد جديد لوضع النقاط على الحروف بخصوص المطالب التي تنادي بها النقابات، خاصة الزيادة العامة في الأجور. وسألت جريدة هسبريس الإلكترونية موخاريق عند مغادرته المؤتمر عما إذا كان رئيس الحكومة قد زف له خبرا سعيدا، خلال الحوار الذي دار بينهما، بخصوص الزيادة العامة المرتقبة في الأجور، فنفى ذلك. واكتفى موخاريق بالقول إن الاتفاق سيتم الحسم فيه الأحد المقبل، الأمر الذي يؤكد أن المشاورات لا تزال مستمرة بين النقابات والحكومة حول تفاصيل الاتفاق الذي يرتقب أن يتم الإعلان عنه قبل الأربعاء المقبل. وتأتي هذه الواقعة لتزكي الكلام الذي كان قد عبر عنه الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، خلال الندوة الصحافية الأسبوعية التي عقدت أمس الخميس، بخصوص امتلاك الحكومة إرادة سياسية قوية من أجل معالجة "مختلف الملفات المطروحة للنقاش مع النقابات"، مشيرا إلى أنه سيتم الحديث عن النتائج المتوصل إليها في إبانه. وقال بايتاس إن الحكومة "تثمن التعاطي الإيجابي للنقابات، وتثمن روح الانخراط والنقاش والحوار الجاري"، مضيفا أن "جميع النقاط واردة على طاولة النقاش، والحكومة فتحت هذه الملفات، والنقابات فتحت الملفات التي تهمها، خاصة الملف المتعلق بالزيادة العامة في الأجور". وختم كلامه قائلا: "ما زلنا مع النقابات في مرحلة النقاش، وعندما سنقترب من مراحله النهائية آنذاك يمكن أن نتحدث عن الأمر"، ويبدو أن ذلك اقترب من التحقق حسب الإشارات التي ظهرت في افتتاح مؤتمر الاستقلاليين.
