قال عملاق التكنولوجيا الصيني "هواوي" إنه بصدد التعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" من أجل تقديم تكوين في مجال مهارات القراءة الرقمية لعشرة آلاف معلم وتلميذ في المغرب، في سعيه إلى الحصول على مكاسب استراتيجية في السوق التكنولوجية المغربية الصاعدة. ويعد هذا المشروع، بالشراكة مع "اليونسكو"، جزءا من طموحات مجموعة "هواوي" لترسيخ موقعها في السوق المغربية، من خلال التفاعل مع البيئات التكنولوجية المحلية وبناء المواهب، حيث يبرز المغرب كرائد في الاقتصاد الرقمي بإفريقيا. وقالت فيكي زانغ، نائبة رئيس قسم التواصل المؤسساتي لدى مجموعة "هواوي"، في لقاء مع هسبريس على هامش مؤتمر الجوالات العالمي لسنة 2024 في برشلونة، إن "بناء نظام بيئي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتطلب تطوير الموارد البشرية، وهو الجزء الأهم والأكثر استهلاكاً للوقت. وقد تكون التكنولوجيا سهلة للغاية، ولكن تكوين أشخاص مؤهلين في مجالات عديدة يتطلب حيزا زمنيا مهما، وهو الأساس بالنسبة إلى أية دولة". وانضمت "هواوي" إلى تحالف "اليونيسكو" العالمي لمكافحة الأمية خلال السنة الماضية، ووقّعت اتفاقية شراكة مع معهد "اليونسكو" للتعلم مدى الحياة. وقالت إيزابيل كيمبف، مديرة معهد "اليونسكو" للتعلم مدى الحياة، خلال "منتدى هواوي للمواهب" بمؤتمر الجوالات العالمي ببرشلونة: "إني فخورة بالإعلان عن دعم من هواوي، ونحن قادرون على إطلاق المشروع في المغرب، الذي سيساعد 10 آلاف معلم قراءة للكبار ومكون ومسير على استخدام التكنولوجيا بشكل أفضل في تعليم القراءة وتنمية قدراتهم المهنية". وأشارت رئيسة قسم التواصل المؤسساتي في "هواوي" إلى أن "الهدف هو توفير تكوين رقمي للمعلمين خلال هاتين السنتين، ومساعدتهم في تعزيز مهاراتهم الرقمية، بما في ذلك كيفية استغلال الدروس عبر الإنترنت وتمكينهم من الأدوات الكافية لتقديم تكوين في القراءة للآخرين". وتعهدت "هواوي" بتخصيص 300 مليون دولار لتطوير المواهب الرقمية عالميا بحلول 2026، بهدف تزويد الملايين من الأشخاص بالمهارات اللازمة للتطور والنمو في الاقتصاد الرقمي. كما قامت المجموعة الصينية بتكوين أزيد من 50 ألف محترف تكنولوجيا معلومات واتصالات في المغرب وحده، من خلال مبادرة "أكاديمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2.0" التي أطلقتها في 2020. ومن أجل تقليص الفجوة بين الجنسين، قامت "هواوي" بتكوين 100 امرأة مغربية ضمن برنامج تعليم رقمي مشترك تحت اسم "النساء في التكنولوجيا" بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية. وفي برنامج عالمي آخر لتمكين النساء، بدعم من "هواوي"، فاز متنافس مغربي بين أكثر من 6 آلاف مرشح. وقالت المتحدثة ذاتها: "إننا نعتقد في هذه المرحلة أن التعليم مهم لتشجيع المزيد من الفتيات على مواصلة التعلم، خاصة التعليم الرقمي، واكتساب المهارات لتشجيع المزيد من النساء على ولوج صناعة التكنولوجيا، ثم تقديم حلول مندمجة للجميع في الصناعة". وبغض النظر عن الفجوة بين الجنسين، تعد الفجوة في الثروة العالمية عقبة رئيسية أمام الإمكانات الاقتصادية الكاملة للتكنولوجيا الرقمية، وفقًا لنائبة الرئيس، التي استشهدت بدراسات تشير إلى أن الأدوات الرقمية يمكن أن تسرع من نمو الاقتصاد بمقدار يصل إلى ستة أضعاف، كما هو موضح في مسار الصين. وتقترح "هواوي"، أيضا، مساعدة الحكومة المغربية في إنشاء مركز بيانات آمن خاص بها، موضحة بالقول: "لدينا بعض التكنولوجيا لتعزيز قوة الحماية والحلول لإنشاء مركز بيانات بسرعة". وفيما يتعلق بدمج تكنولوجيا الجيل الخامس في المغرب، أشارت نائبة رئيس قسم التواصل المؤسساتي في "هواوي" إلى عوامل عديدة تؤثر في تطبيقها، موضحة أن هذه العوامل تشمل منح التراخيص من الحكومة لشركات الاتصالات، ونسبة انتشار الأجهزة، والتكلفة المناسبة، وقيود السعة في شبكات الجيل الرابع الحالية؛ فيما أعربت عن أملها في الإعلان عن خريطة طريق للإطلاق قريبا. وتعد شبكات البنيات التحتية ودمج الشبكات مع الحلول الرقمية للشركات التي تخضع لتحول رقمي النشاط الأساسي ل"هواوي" في المغرب. كما تقدم المجموعة الصينية، أيضا، مجموعة منتجات متنوعة؛ من الطاقة الرقمية إلى مكونات السيارات.