خصص مجلس الشيوخ المكسيكي، في سابقة ضمن مسار العلاقات البرلمانية المغربية المكسيكية، جلسة عامة، الأربعاء، لاستقبال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، الذي ألقى كلمة أمام أعضاء الغرفة الأولى بالولايات المتحدةالمكسيكية. وخلال هذه الكلمة، أكد ميارة أن "المغرب والمكسيك مدعوان إلى العمل سويا من أجل إعطاء العلاقات الثنائية دينامية جديدة ترقى إلى شراكة نموذجية للتعاون جنوب-جنوب". وقال رئيس مجلس المستشارين إن "المغرب والمكسيك يخلدان هذه السنة 62 سنة من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما يخلدان الذكرى العشرين للزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى هذا البلد سنة 2004، وهي الزيارة التي فتحت آفاقا واعدة في مسار العلاقات بين البلدين، وجعلت من المغرب اليوم الشريك التجاري الأول عربيا والثاني إفريقيا للمكسيك". وأضاف ميارة، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المكسيك من 20 إلى 24 فبراير الجاري على رأس وفد برلماني: "إننا كبرلمانيين، مطوقون بمسؤولية تعزيز هذه العلاقات إلى مجالات أوسع وأرحب من خلال الدبلوماسية البرلمانية". وأبرز ضرورة "العمل سويا من أجل إرساء منتدى برلماني-اقتصادي مغربي-مكسيكي، يكون فضاء لتبادل الخبرات في مختلف المجالات، وتطوير مبادرات ملموسة للتعاون، تستثمر الفرص المشتركة، ولا سيما الوضع الإقليمي للمغرب وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وكذا الموقع الجغرافي للمكسيك وما تحظى به من وزن ومكانة في محيطها الإقليمي". ولا شك كذلك، أضاف رئيس مجلس المستشارين: "أننا مدعوون، من أجل بلوغ هذا الهدف الطموح، إلى أن نكون كمؤسسات تشريعية وكبرلمانيين، في طليعة المساهمين في تذليل كل العقبات، وأي سوء فهم تاريخي من شأنه عرقلة التقدم بمستوى علاقات بلدينا إلى أفضل المستويات، والعمل سويا من أجل إعطاء العلاقات الثنائية دينامية جديدة ترقى إلى شراكة نموذجية للتعاون جنوب-جنوب". وقال ميارة إن "المغرب والمكسيك تجمعهما قيم وقواسم وروابط تاريخية، والكثير من التحديات والرهانات المشتركة"، مبرزا، في هذا السياق، أن "المغرب يعد بلدا جديرا بالثقة، ويد الصداقة والتعاون ممدودة من أجل أن يأخذ التعاون جنوب-جنوب، كامل مداه، في ظل نظام عالمي يعاني الكثير من الاختلالات، ويفرض على دولنا الكثير من التحديات". وفي سياق الإشارة إلى هذه الرهانات والتحديات، نوه ميارة بمخرجات منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب بين برلمانات إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكراييب، مشيرا إلى أن هذا المنتدى، الذي حظي بالرعاية السامية للملك محمد السادس، والذي نظمه مجلس المستشارين يومي 15 و16 من الشهر الجاري، هو المنتدى البرلماني الوحيد الذي يستطيع ضم وتوحيد المؤسسات التشريعية لثلاث مجموعات جيو سياسية، ذات مكانة وأهمية كبرى في منظومة البلدان المشكلة لمحور الجنوب. وسجل النعم ميارة أن "هذا المنتدى تميز بمداولات ومداخلات قيمة لرؤساء الاتحادات ومجالس الشيوخ بأزيد من 40 دولة، وبحضور ومشاركة 30 رئيسة ورئيسا"، مشيدا بالبيان الختامي لهذا المنتدى، الذي تضمن إجماعا حول الإشادة والترحيب بمبادرة الملك محمد السادس، والرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي. ويتعلق الأمر بالمبادرة، يضيف ميارة، "التي تم التأكيد على أن من شأنها جعل الواجهة الأطلسية للمغرب منطلقا لتعزيز الربط اللوجيستي بين بلداننا، لتسهيل تبادل السلع بين دول الجنوب وتقريب السلاسل الإنتاجية الخالقة للثروة من مصادر المواد الأولية، خاصة في الفضاء الجيو اقتصادي الإفريقي العربي الأمريكولاتيني الذي تتركز فيه الموارد والمواد الأولية العالمية". ومن جهة أخرى، أشار ميارة إلى أن "المغرب ينظر بالكثير من الإعجاب والتقدير إلى الخطوات التي حققها الشعب المكسيكي الصديق، على درب توطيد تجربته الديمقراطية وبناء السلم، وفي محيط جهوي ودولي بالغ التعقيد"، مشيدا، بهذه المناسبة، ب"موقع الريادة الذي أصبحت تحتله المكسيك في العديد من الميادين، بما في ذلك مجال المناصفة، لاسيما أن البلاد مقبلة على انتخاب امرأة لرئاسة البلاد في الاستحقاقات المقررة في يونيو المقبل". يشار إلى أن الزيارة التي يقوم بها ميارة إلى المكسيك، بدعوة من أنا ليليا ريفير، رئيسة مجلس الشيوخ المكسيكي، تهدف إلى "تعزيز مسار العلاقات البرلمانية الثنائية، بعد الزيارة التي قامت بها الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ المكسيكي إلى المملكة من 9 إلى 12 يونيو 2022". ويضم الوفد المرافق للنعم ميارة كلا من المستشار عبد الرحمن الوفا، أمين مجلس المستشارين وممثله لدى برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، والمستشار عبد القادر سلامة، ممثل المجلس لدى البرلمان الأنديني، والمستشار أحمد الخريف، ممثل المجلس لدى برلمان أمريكا الوسطى.