علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر جيدة الاطلاع أن الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي ورؤساء الفرق البرلمانية لموريتانيا مثلت فرصة لتعزيز الشراكة والتعاون مع هذا البلد الشقيق، حيث أعرب وزراء ومسؤولون موريتانيون للوفد المغربي عن ثقتهم في "قوة الشراكة التي تربط بين الرباط ونواكشوط". وحسب مصادر شاركت في هذه الزيارة النوعية، فإن وزراء موريتانيين أكدوا للوفد البرلماني المغربي استعداد بلادهم التام ل"الشراكات التي تربط بين البلدين على جميع المستويات في أقرب وقت ممكن". وأكدت المصادر ذاتها، التي لم ترغب بذكر اسمها، أن البلدين تجمعهما حوالي 200 اتفاق غير مفعل. وأضافت أنه "سيتم التركيز في المرحلة المقبلة على تفعيل الشراكات المتعلقة بالقطاع الفلاحي"، مشيرة إلى أن الجانب الموريتاني يثق في الخبرة المغربية وقدراتها في هذا القطاع. وبخصوص الموقف من قضية الصحراء المغربية، سجلت المصادر نفسها أن "الإخوة الموريتانيين أكدوا التزامهم الحياد في هذه القضية، معربين عن اقتناعهم بعدالة القضية ومتمنين حسمها في أقرب وقت". وأشارت إلى أن الجارة الجنوبية للمغرب تواجه "ضغوطا كبيرة من طرف الجزائر في هذا النزاع المفتعل، والمغرب يتفهم جيدا موقف موريتانيا ووضعها الحالي"، مشددة على رغبة البلدين بالسير قدما في تفعيل الشراكة والتعاون الاقتصادي والتجاري بينهما. وأضافت أن المنتدى البرلماني الموريتاني المغربي، الذي أعلن الطرفان عن انعقاده في أقرب الآجال ليشمل كذلك مشاركة ممثلي السلطة التنفيذية ورجال الأعمال والخبراء في البلدين، سيمثل "فرصة حقيقية لتفعيل وتنزيل الرغبة المشتركة التي عبر عنها وزراء ومسؤولون موريتانيون للوفد المغربي". ويبدو أن الجزائر غير مرتاحة للزيارة التي قادت الوفد البرلماني المغربي إلى موريتانيا، حيث استبقتها بزيارة لوزير خارجيتها أحمد عطاف، حاملا رسالة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. وأكد مجلس النواب المغربي والجمعية الوطنية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية على الدور البارز الذي تؤديه "لجنتا الصداقة بالمؤسستين التشريعيتين في تعزيز العلاقات البرلمانية ومد جسور التعاون المثمر بين البلدين الشقيقين". وكان الوفد البرلماني قد زار موريتانيا بدعوة من رئيس الجمعية الوطنية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد بمب مكت، حيث أوصيا في بيان مشترك بتنمية التعاون في مجال العلاقات البرلمانية من خلال تبادل التجارب والخبرات في ميادين التشريع والتكوين والاتصال السمعي البصري والدبلوماسية البرلمانية وتقنيات التواصل الإداري البرلماني. كما عبر الطرفان عن "تعلقهما ببناء اتحاد المغرب العربي لكونه يشكل خيارا استراتيجيا ومكسبا هاما لا رجعة فيه"، وأوصيا "بتكثيف الجهود لتذليل كل العقبات والصعاب في وجه الاتحاد المغاربي". ووجه الطالبي العلمي دعوة إلى رئيس الجمعية الوطنية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية للقيام بزيارة أخوة وصداقة للمملكة المغربية.